Peygamberlerin Babası İbrahim
إبراهيم أبو الأنبياء
Türler
أمانة نفس تخاطب النفوس، ولا تخاطبهم من وراء المحاريب والهياكل، ولا بسلطان من نظام الدولة أو نظام الكهانة، ولكنها نداء ضمير إلى ضمير.
وهذه هي الدعوة التي قلنا إنها تستلزم وجود «هداية شخصية»، أو تستلزم وجود إبراهيم متصلا بمن بعده؛ لأنها سلالة من دعوات لا يتصورها العقل على غير مثالها الفريد في تواريخ الأديان.
ولولا أن الشكوكيين باسم البحث والنقد يعملون عمل الآلات في شكهم، وفي بحثهم ونقدهم، لفهموا أن الشخصية الخرافية جائزة في نظام الكهانات، أو نظام هياكل الدولة؛ لأنها نظم قائمة على «موظفين» دينيين، يحل أحدهم محل الآخر بلا اختلاف، ولكن الدعوة النبوية على المثال الذي بدأ به الخليل إبراهيم هي عمل لا غنى فيه عن الشخصية الحقيقية، ولا عن التتابع الذي ينعقد بين الشخصيات من سلالة واحدة، وما من حلقة في هذه السلسلة الحية إلا وهي تتطلب الحلقة التي قبلها والتي بعدها على السواء.
كانت دعوة إبراهيم هي الفتح الجديد في تاريخ العقيدة.
فلم يبدأ إبراهيم عقيدة التوحيد، ولم يبدأ عقيدة الفداء، ولم يبدأ عقيدة البقاء، ولكنه بدأ بالدعوة النبوية فاصطبغت العقائد بصبغتها حتى كأنها لم تسمع قط قبل ذلك في عهود الكهانات والهياكل.
وقد أصابت النكسة كل عقيدة نادى بها الخليل قومه في عصره، فانقلبوا إلى عبادة الأصنام وجهلوا سر الفداء وسر البقاء، ولكن البداءة قد بدئت وسارت في طريقها، لولا أنها بدئت لما تبين أحد موضع النكسة فيما بعد ذاك. •••
كان توحيد إبراهيم إيمانا بإله يعلو على ملوك الأرض ونجوم السماء، ويتساوى عنده الخلق جميعا؛ لأنه أعلى من كل عال في الأرضين أو في السماوات، ولكنه قريب من كل إنسان.
ولم يكن «يهوا» إله إبراهيم؛ لأن قوم إبراهيم لم يذكروا يهوا من بعده قبل خروجهم إلى سيناء، كما صرحت بذلك كتب التوراة الأولى.
ولكنه كان هو الإله «الإيل»، وإليه ينسب ابنه إسماعيل.
وكان هو العلي «عليون»، وعلى محرابه قدم قربانه إلى ملكي صادق بعد نزوله بكنعان.
Bilinmeyen sayfa