Sultan'ın Oğlu ve Diğer Hikayeler
ابن السلطان: وقصص أخرى
Türler
فصاح «الشيخ سيد» وهو يعجب من جهله: لا، العساكر واليهود! - وهل هو هناك من زمان؟ - من ألف سنة!
وضع الضابط يده على فمه، ثم وضعها على بطنه، وقال بعد لحظة: يا سلام! لا بد أنه أفناهم عن آخرهم. ومتى يعود؟
فبرقت عينا «الشيخ سيد»: هل تشك في عودته؟ إنه سيعود حتما، سيعود ليمحق الكفرة، سيعود راكبا.
فقاطعه الضابط: حمارا؟!
فاستنكر «الشيخ سيد» ما يبديه محدثه من الامتهان لمقام السلطان، وصاح غاضبا: ما هذا! هل يعقل أن يركب السلطان حمارا؟ إنه يركب فرسا أبيض، ويلبس أبيض في أبيض، وعلى رأسه ...
ولم يشك الضابط في أنه قد بدأ يهذي. وأراد أن يسأله سؤالا أخيرا: وهل السلطان هو أبوك حقا؟
فهاج «الشيخ سيد»، وتهدج صوته وهو يصيح: إنه أبي، وأب جميع الناس، يحبهم ويحبونه، وحين يرونه قادما على ظهر فرسه الأبيض الأصيل يجرون نحوه من البيوت والحقول والأسواق، سيقبلون قدميه ويقولون له: شرفت بلدنا يا مولانا السلطان.
وانفجر «الشيخ سيد» باكيا. كان في بكائه شيء أعمق من الحسرة ومن اليأس، مثل طفل ضاع منه أبوه في الزحام فوقف على الطريق يسأل كل عابر سبيل: هل رأيت أبي؟ فلما لم يجد أحدا يعرفه بكى وصرخ، لا لأن أباه ضاع منه، بل لأنه وجد بين الناس من يجهله. •••
لم يبق في القرية من لم يسمع بحكاية «الشيخ سيد». وعرف الناس أن الإنسان يمكن أن يصبح مشهورا إذا ما سمعت به السلطات الرسمية. وهكذا بدءوا يهتمون بشأنه، وتوالت العطايا عليه، وعطف بعضهم عليه فأعطاه حذاء، وتصدق تاجر أقمشة فوهبه ثوبا من الدمور المعتبر قائلا له: خذ يا عم، ينفع جلبابا وكفنا! والحقيقة أنه لم يعرف كيف يفصله؛ فإن الترزي الوحيد في بلدنا كان رجلا عجوزا بخيلا، ولم يكن أحد يتصور أن يتصدق عليه بخيط؛ لذلك بقي الثوب قماشا يحمله على كتفه إلى أن جاء يوم لم يره أحد معه، ولم نعرف إن كان قد سرق منه وهو نائم أو خطفه اللصوص. وبمرور الأيام نفض الناس أيديهم منه، ولم يعد أحد يهتم بأمره أو يتصدق عليه بشيء، بل إن أبي الذي كان يدعوه إلى الطعام كلما رآه، قد خفف من عنايته به. إلى أن جاء يوم افتقدته فيه فلم أجده، وسمعت أنه يتجول بين العزب المجاورة، وأن حظه هناك لم يكن أفضل من حظه عندنا.
وذات يوم كنت أجلس في الدكان وحدي؛ فقد لزم أبي الفراش، واضطررت أن أتغيب عن المدرسة وأن أباشر حركة الدكان بنفسي. الحق أنني كنت أخشى أن يأتي يوم السوق علي وأنا وحدي؛ إذ كيف أدير حركة المحل؟ وكيف أتصرف مع كل هذا العدد من الزبائن؟ ولست أدري ما الذي ذكرني بالشيخ سيد؛ فقد شعرت في نفسي بحنين غامض إليه، وتمنيت أن أراه إلى جانبي.
Bilinmeyen sayfa