46
أي في الدور الذي ننظر إليه ضبطا، وموضوع هذه النصوص العام أدري؛ أي جعل تعارض بين عالم النور وعالم الظلام، فينزل من السماء رسول من ملك النور، ويغوص في الهوة للقضاء على سلطان أمير الظلام.
ومجد ملك النور بهذه الكلمات: «هو الأول، والشامل لما بين الحدين، والخالق لجميع الصور، ومصدر كل شيء جميل، هو المحفوظ بحكمته والخفي غير الظاهر ... هو الضياء الذي لا يتغير، والنور الذي لا يزول ... هو الحياة فوق كل حياة، والسناء فوق كل سناء، والبهاء فوق كل بهاء، بلا عيب ولا نقصان.»
47
ويخرج من أمير النور هذا خمسة أشعة ضخمة طويلة: «فالأول، هو الدين ينتشر على الموجودات، والثاني هو النفس العطر الذي يهب عليها، والثالث هو الصوت العذب الذي يجعلها تهتز طربا، والرابع هو كلمة فيه التي يهذبها بها ويربيها، والخامس هو جمال صورته الذي تنمو به كما تنمو الثمرات بالشمس.»
48
وولد ماني في المندائية، فما بين عالم النور وعالم الظلام من عراك، وفق المانوية، ذو شبه كبير بما يقرأ في كتب المندائية.
49
فعند ماني أن ملك جنة النور سلح الإنسان الأصلي بالعناصر الخمسة المنيرة، وهي: النفحة العذبة، والريح، والضياء، والماء، والنار، وقد سلح الشيطان الأصلي بالعناصر المظلمة، وهي الدخان، والفحمة، والعتمة، والإعصار، والغيم، وفي الأسفار المندائية وصف نزول رسول النور إلى الجحيم وصفا حماسيا وبتنغيمات غريبة، ترى من خلالها رموز آشورية قديمة أيضا.
وكانت الملة الأخرى التي اتخذت الصابئية اسما لها، والتي كان مركزها الرئيس بحران، ملة مشركة تعبد النجوم. ويروى
Bilinmeyen sayfa