ويمر وقت قصير فيقيم بردزان الأدب السرياني في هذه المدينة، ويؤسس فرقة لا يمكن ربطها إلا بالمذهب الأدري، على الرغم من الريب التي أثيرت حديثا،
5
ولما كانت أوائل القرن الثالث، أذعن أسقف في الرها لأسقف أنطاكية، فألحق الكنيسة السريانية بالكنيسة اليونانية
6
بهذا العمل، فقامت منذ هذا الزمن رابطة رسمية بين الآرامية واليونانية.
وظلت مدينة الرها من أسروين (ديار مضر)، والواقعة في الاستدارة الغربية القصوى من الفرات بغرب العراق، مركزا للثقافة الآرامية زمنا طويلا، وأقيمت فيها مدرسة اشتهر أمرها، وكان القديس إفريم (المتوفى سنة 373م) من أعلامها، وكان يتزاحم على هذه المدرسة طلاب من النصارى يقصدونها من مختلف جهات العراق وبلاد فارس المعرضة لمظالم المجوس، وكان يكب على دراسات اليونان المعدودة فرعا من علم اللاهوت، ويؤخذ في القيام بترجمات.
ثم يتغلب المذهب النسطوري على هذه المدرسة، ويغلقها الإمبراطور زنون سنة 489، وينفى الأساتذة والتلاميذ الذين ظلوا متمسكين بإلحاد نسطور، ويتجمعون في جهات أخرى، ولا سيما في نصيبين الواقعة في أرض فارسية،
7
ويقيم كسرى أنوشروان في جنديسابور، من ولاية خوزستان - وذلك حوالي سنة 530م - مجمعا للفلسفة والطب دام حتى زمن العباسيين،
8
Bilinmeyen sayfa