Ibn Saba: Reality Not Fiction
ابن سبأ حقيقة لا خيال
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
السنة الثانية عشرة-العدد السادس والأربعون
Yayın Yılı
١٤٠٠هـ
Türler
١١- وقالوا: إن عليا في السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، ومن سمع من هؤلاء صوت الرعد قال: عليك السلام يا أمير المؤمنين ١، ولقد أشار إلى معتقدهم هذا اسحاق بن سويد العدوي في قصيدة له برئ فيها من الخوارج والروافض والقدرية، منها:
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغَزَّالِ منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يردُّون السلام على السَّحاب ٢
وعقب الشيخ محي الدين عبد الحميد ﵀ على هذا المعتقد بقوله: "ولا زلت أرى أطفال القاهرة يجرون وقت هطول الأمطار، ويصيحون في جريهم (يا بركة عليّ زود) "٣.
_________
١ انظر: الفرق بين الفرق ص٢٣٤، وذكر هذا المعتقد ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج٢/٣٠٩.
٢ انظر: الفرق بين الفرق ص٢٣٤، والكامل في الأدب للمبرد ج٢/١٢٤.
٣ انظر مقالات الإسلاميين ص٨٥.
موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته من ابن سبأ وأتباعه قال علي ﵁: "سيهلك فيّ صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن يد الله على الجماعة"٤. وهكذا شاء الله أن ينقسم الناس في علي ﵁ إلى ثلاثة أقسام القسم الأول مبغض مفرط وهؤلاء الذين تكلموا فيه بل غالى بعضهم فقالوا بكفره كالخوارج. والقسم الثاني أفرط في حبه وذهب به الإفراط إلى الغلو حتى جعلوه بمنزلة النبي بل ازدادوا في غيهم فقالوا بألوهيته. وأما السواد الأعظم فهم أهل السنة والجماعة من السلف الصالح حتى الوقت الحاضر فهم الذين أحبوا عليا وآل بيته المحبة الشرعية، أحبوهم لمكانتهم من النبي ﷺ. ولقد جابه علي ﵁ القسم الأول فقاتلهم بعد أن ناظرهم وأخباره معهم معروفة مسرودة في كتب التاريخ، ونريد أن نرى موقفه هو وأهل بيته من ابن سبأ وأتباعه. لما أعلن ابن سبأ إسلامه وأخذ يظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكسب قلوب فريق من الناس إليه أخذ يتقرب من علي بن أبي طالب ويظهر محبته له فلما اطمأن لذلك أخذ يكذب ويفتري على علي بن أبي طالب نفسه الكذب، قال عامر الشعبي - وهو أحد كبار التابعين توفي ١٠٣هـ -:"أول من كذب عبد الله بن سبأ وكان ابن السوداء يكذب على الله ورسوله وكان علي يقول: ما لي ولهذا الحميت الأسود" (والحميت هو المتين من كل شيء) ٥، يعني ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر٦ _________ ٤ انظر: شرح نهج البلاغة ج٢/٣٠٦. ٥ انظر القاموس المحيط ج١/١٥٢ ط ١٩٥٢ القاهرة. ٦ انظر: تاريخ دمشق النسخة المخطوطة المصورة في معهد المخطوطات رقم (٦٠٢ تاريخ) في ترجمة عبد الله بن سبأ وانظر تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧/٤٣٠.
موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته من ابن سبأ وأتباعه قال علي ﵁: "سيهلك فيّ صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن يد الله على الجماعة"٤. وهكذا شاء الله أن ينقسم الناس في علي ﵁ إلى ثلاثة أقسام القسم الأول مبغض مفرط وهؤلاء الذين تكلموا فيه بل غالى بعضهم فقالوا بكفره كالخوارج. والقسم الثاني أفرط في حبه وذهب به الإفراط إلى الغلو حتى جعلوه بمنزلة النبي بل ازدادوا في غيهم فقالوا بألوهيته. وأما السواد الأعظم فهم أهل السنة والجماعة من السلف الصالح حتى الوقت الحاضر فهم الذين أحبوا عليا وآل بيته المحبة الشرعية، أحبوهم لمكانتهم من النبي ﷺ. ولقد جابه علي ﵁ القسم الأول فقاتلهم بعد أن ناظرهم وأخباره معهم معروفة مسرودة في كتب التاريخ، ونريد أن نرى موقفه هو وأهل بيته من ابن سبأ وأتباعه. لما أعلن ابن سبأ إسلامه وأخذ يظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكسب قلوب فريق من الناس إليه أخذ يتقرب من علي بن أبي طالب ويظهر محبته له فلما اطمأن لذلك أخذ يكذب ويفتري على علي بن أبي طالب نفسه الكذب، قال عامر الشعبي - وهو أحد كبار التابعين توفي ١٠٣هـ -:"أول من كذب عبد الله بن سبأ وكان ابن السوداء يكذب على الله ورسوله وكان علي يقول: ما لي ولهذا الحميت الأسود" (والحميت هو المتين من كل شيء) ٥، يعني ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر٦ _________ ٤ انظر: شرح نهج البلاغة ج٢/٣٠٦. ٥ انظر القاموس المحيط ج١/١٥٢ ط ١٩٥٢ القاهرة. ٦ انظر: تاريخ دمشق النسخة المخطوطة المصورة في معهد المخطوطات رقم (٦٠٢ تاريخ) في ترجمة عبد الله بن سبأ وانظر تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧/٤٣٠.
1 / 154