ولما كانت الصنائع الفاعلة - بما هي صنائع فاعلة - تشتمل على ثلاثة أشياء: أحدها معرفة موضوعاتها، والثاني معرفة الغايات المطلوب تحصيلها في تلك الموضوعات، والثالث معرفة الآلات التي تحصل بها تلك الغايات في تلك الموضوعات؛ انقسمت باضطرار صناعة الطب أولا إلى هذه الأقسام الثلاثة: فالقسم الأول الذي هو معرفة الموضوعات يعرف فيه الأعضاء التي يتركب منها بدن الإنسان البسيطة والمركبة، ولما كانت الغاية المطلوبة هنا صنفين حفظ الصحة وإزالة المرض، انقسم هذا الجزء إلى قسمين: أحدهما يعرف فيه ما هي الصحة لجميع ما به تتقوم، وهي الأسباب الأربعة التي هي العنصر والصورة والفاعل والغاية وجميع لواحقها، والقسم الثاني يعرف فيه ما هو المرض أيضا بجميع أسبابه ولواحقه.
ولما كان أيضا ليس في معرفة ماهية الصحة والمرض كغاية في حفظ هذه وإزالة هذا، انقسم هذان الجزءان أيضا إلى جزأين آخرين: أحدهما يعرف فيه كيف تحفظ الصحة، والثاني كيف يبطل المرض.
ولما كانت الصحة أيضا والمرض ليسا بينين بأنفسهما من أول الأمر، احتيج أيضا إلى تعرف العلامات الصحية والمرضية، وصار هذا أيضا أحد أجزاء هذه الصناعة.
وإذا كان ذلك كذلك فباضطرار ما انقسمت هذه الصناعة إلى سبعة أجزاء عظمى:
الجزء الأول:
يذكر فيه أعضاء الإنسان التي شوهدت بالحس، البسيطة والمركبة.
والثاني:
تعرف فيه الصحة وأنواعها ولواحقها.
والثالث:
المرض وأنواعه وأعراضه.
Bilinmeyen sayfa