İbn Rumi: Hayatı Şiirlerinden

Abbas Mahmud El-Akkad d. 1383 AH
70

İbn Rumi: Hayatı Şiirlerinden

ابن الرومي: حياته من شعره

Türler

س أب قال: أنت للشرف

والبيتان الأولان فخر يراد به وقع الكلام، واستيفاء باب من أبواب الشعر التي كان الشعراء ينظمون فيها من نسيب ومدح ورثاء وهجو وفخر ونحوها، فليس فيه خبر ولا رواية، ولكنه معالجة فنية كهذه الموضوعات التي يعالجها الشاعر المعاصر لتصوير الأطوار النفسية، ووضع الأماثيل على لسان الحال، ثم لا يعني بها الإخبار عن نفسه وإن جاءت بضمير المتكلم، وقد كان الشاعر القديم يأبى أن يخلو ديوانه من باب من أبواب الشعر المعروفة، ويأنف أن يظن به التقصير في واحد منها؛ فهو لهذا يشبب ويفخر، ويقول في الفخر ما يهول وقعه لا ما يصدق خبره! والفخر على هذا الاعتبار عمل فني يؤخذ على هذا المعنى، ولا يستمد منه التاريخ أو يرجع إليه في تقرير الوقائع.

والبيت الثالث يلحق بهذين البيتين في الفخر والإشادة بالنسب من ناحية «الفن» لا من ناحية «التاريخ»، إلا أننا نستخلص منه أن أباه كان يتوسم فيه الذكاء، ويرجو أن يشرف بعلمه وأدبه، كما شرف بالعلم والأدب كثيرون من أبناء الموالي ارتفعوا إلى مناصب الوزارة من طريق الكتابة والمساجلة ومعاشرة العظماء المتأدبين. وكان أبوه صديقا لبعض العلماء والأدباء منهم محمد بن حبيب الراوية الضليع في اللغة والأنساب، فكان الشاعر يختلف إليه لهذه الصداقة، وكان محمد بن حبيب يخصه لما يراه من ذكائه وحدة ذهنه، وحدث الشاعر عنه فقال: «إنه كان إذا مر به شيء يستغربه ويستجيده يقول لي: «يا أبا الحسن، ضع هذا في تامورك».»

1

ونرجع أنه فقد أباه وهو صغير لم ييفع؛ لأنه لم يرثه حين وفاته مع أنه قال الشعر وهو صبي في المكتب؛

2

ولأنه كان يسمي أخاه «والدا» كأنما كان له عليه فضل تربية وكفالة.

أمه

وقد علمنا أن أمه كانت فارسية من قوله: «الفرس خئولي والروم أعمامي.» وقوله: «فلم يلدني أبي السواس ساسان.» بعد أن رفع نسبه إلى «يونان» من جهة أبيه، ولا يخفى أن انتماءه إلى ساسان لا يقصد به أنه من أبناء الملوك الساسانيين، وإنما هو كقول المصري اليوم: إنه من أبناء الفراعنة. ولا علاقة في النسب بينه وبينهم.

وربما كانت أمه من أصل فارسي، ولم تكن فارسية قحا لأبيها وأمها، وهذا هو الأرجح؛ لأنه علمه بالفارسية - كما سيأتي - لم يكن علم رجل نشأ في حجر أم تتكلم هذه اللغة، ولا تحسن الكلام بغيرها.

Bilinmeyen sayfa