İbn Rumi: Hayatı Şiirlerinden
ابن الرومي: حياته من شعره
Türler
28
أي بعد آخر تاريخ فرض لموت ابن الرومي بأربع سنوات، فكان حيا عند وفاة الشاعر، ولا معنى لأن يقول القاسم له: سلم على والدي. ووالده بقيد الحياة.
والرواية التي أوردها الشريف المرتضي في أماليه أصح من هذه الوجهة؛ لأنها تقول: إن عبيد الله كان حيا عند موت ابن الرومي، وإنه هو الذي أوعز بقتله، ولكنها تقول أيضا: إنه قد اتصل «بعبيد الله بن سليمان بن وهب أمر علي بن العباس الرومي وكثرة مجالسته لأبي الحسين القاسم، فقال لأبي الحسين: قد أحببت أن أرى ابن روميك هذا. فدخل يوما عبيد الله إلى أبي الحسين وابن الرومي عنده ، فاستنشده من شعره فأنشده وخاطبه، فرآه مضطرب العقل جاهلا، فقال لأبي الحسين بينه وبينه: إن لسان هذا أطول من عقله، ومن هذه صورته لا تؤمن عقاربه عند أول عتب، ولا يفكر في عاقبته، فأخرجه عنك، فقال: أخاف حينئذ أن يعلن ما يكتمه في دولتنا، ويذيعه في تمكننا، فقال: يا بني، إني لم أرد بإخراجك له طرده، فاستعمل فيه بيت أبي حية النميري:
فقلن لها سرا: فديناك لا يرح
سليما، وإلا تقتليه فألممي
فحدث القاسم ابن فراش بما جرى، وكان أعدى الناس لابن الرومي، وقد هجاه بأهاج قبيحة، فقال له: الوزير - أعزه الله - أشار بأن يغتال حتى يستراح منه، وأنا أكفيك ذلك. فسمه في الخشكنانج فمات ... قال الباقطاني: والناس يقولون: ما قتله ابن فراش وإنما قتله عبيد الله.»
وضعف هذه الرواية ظاهر كذلك؛ لأن عبيد الله كان يعرف ابن الرومي سنوات، وقد مدحه ابن الرومي وتردد عليه وتشفع لديه بين ولديه، فلا حاجة به إلى أن يطلب رؤيته قبل موته ليختبره كما جاء في هذه الرواية. أما الأخبار الأخرى المنثورة في الكتب فهي مزيج مرتبك من هاتين الروايتين.
ويصعب علينا أن نستخلص الحقيقة من الخلف والاضطراب، فإذا قلنا: إن عبيد الله هو القاتل كما نقل الباقطاني، فيجوز على هذا الزعم أنه هو الذي قال له: سلم على والدي، وليس ولده القاسم، فينتفي بذلك موضع الضعف في الرواية الأولى، ولكننا ننفيه بفرض لا يجوز الاعتماد عليه.
وإذا أردنا أن نمزج بين الروايتين ونسقط منهما ما يجب إسقاطه، فالخلاصة منهما أن عبيد الله خاف هجاء ابن الرومي، فأوعز إلى ابنه أن يسمه؛ لأنه كان أقرب إلى مخالطته ومنادمته، ولا صحة لما بعد ذلك من حديث القاسم وابن الرومي، وإنما هو حديث غلبت فيه فكاهة القصة على صدق التاريخ. •••
بين هذه الشبهات المتضاربة شبهة تعرض للذهن، ولا يجوز إغفالها في هذا المقام، وهي تبيح لنا أن نسأل: ألا يحتمل أن يكون حديث السم كله خرافة مخترعة لا أصل لها، وأن ابن الرومي مات ميتة طبيعية تشتبه أعراضها بأعراض التسمم المعروفة في زمانه؟ فمن كلام الناجم الذي زاره في مرض وفاته نعلم أنه كان يشكو من إلحاح البول، فلما لاحظ الناجم ذلك قال:
Bilinmeyen sayfa