266

İbn Rumi: Hayatı Şiirlerinden

ابن الرومي: حياته من شعره

Türler

هربت إلى أنجى مفر ومهرب

فعذرك مبسوط لدينا مقدم

وودك مقبول بأهل ومرحب

ولو بلغتني عنك أذني أقمتها

لدي مقام الكاشح المتكذب

ولست بتقليب اللسان مصارما

خليلي إذا ما القلب لم يتقلب

فالرجل لم يكن شريرا ولا رديء النفس ولا سريعا إلى النقمة، فلماذا إذن كثر هجاؤه، واشتد وقوعه في أعراض مهجويه؟ نظن أنه كان كذلك لأنه كان قليل الحيلة، طيب السريرة، خاليا من الكيد والمراوغة والدسيسة وما شابه هذه الخلائق من أدوات العيش في مثل عصره، فكان مستغرقا في فنه يحسب أن الشعر والعلم والثقافة وحدها كفيلة بنجاحه وارتقائه إلى مراتب الوزارة والرآسة؛ لأنه كان في زمن يتولى فيه الوزارة الأدباء والكتاب والرواة، ويجمعون في مناصبهم ألوف الألوف، ويحظون بالزلفى عند الأمراء والخلفاء، وقد كان هو شاعرا كاتبا، وكان خطيبا واسع الرواية مشاركا في المنطق والفلك واللغة وكل ما تدور عليه ثقافة زمانه، أو كما قال المسعودي: كان الشعر أقل أدواته ... وكان الشعر وحده كافيا لجمع المال، وبلوغ الآمال.

فماذا بعد أن يعرف الناس أنه شاعر، وأنه كاتب، وأنه راوية مطلع على الفلسفة والنجوم إلا أن تجيئه الوزارة ساعية إليه تخطب وده، كما جاءت إلى أناس كثيرين لا يعلمون علمه، ولا يبلغون في البلاغة مكانه؟! ألم يصل ابن الزيات إلى الوزارة بكلمة واحدة فسرها للمعتصم وفصل له تفسيرها، وهي كلمة «الكلأ» التي يعرفها عامة الأدباء؟ بلى! وابن الرومي كان يعرف من غريب اللغة ما لم يكن يعرفه شعراء عصره ولا أدباؤه، فما أولاه إذن بالوزارة، وما أظلم الدنيا إن هي ضنت عليه بحقه من المناصب والثراء!

فإذا لم تكن الوزارة، فهل أقل من الكتابة أو العمالة لبعض الوزراء والكتاب المبرزين؟ فإذا لم يكن هذا ولا ذاك، فهل غبن أصعب على النفس من هذا الغبن؟ وهل تقصير من الزمان ألأم من هذا التقصير؟!

Bilinmeyen sayfa