İnsan Oğlu: Bir Peygamberin Hayatı
ابن الإنسان: حياة نبي
Türler
فيومئ يسوع بالإيجاب مضيفا إلى هذا قوله: «أنت تقول إني ملك؛ لهذا قد ولدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق، كل من هو من الحق يسمع صوتي.»
لم يحدث أن فسر يسوع رسالته تفسيرا زمنيا بمثل هذا، ويقول بيلاطس في نفسه: «يبدو فيلسوفا بعد كل شيء لا أجد فيه علة.» ثم يقول بيلاطس بأنفة: «ما هو الحق؟»
وهكذا في سواء
1
القاعة بالقلعة بين الخوذ والسيوف يواجه أحدهما الآخر، فيبدو بيلاطس مسلحا لابسا حلته الرومانية القصيرة، ويبدو يسوع يهوديا أعزل مقرنا في الأصفاد لابسا رداء أسمر، ويتبادل الاثنان هنالك بعض الأفكار، لا كمتهم وقاضيه، ولا كصعلوك أمام أمير كبير، ولا كرجل يدافع عن حياته، على حين يزن الآخر هذه الحياة في يديه المسلحتين، بل كما لو كان الصعلوك ملكا والآخر سفير قيصر يسير أسير وظيفته. ويظل يسوع وبيلاطس متقابلين متأملين متسائلين، منصتا أحدهما للآخر إلى أن نطق بكلمة «الحق»، ففصل بها رجل الدنيا عن النبي.
ويخرج بيلاطس من القاعة فيقول للكهنة: «أنا لست أجد فيه علة واحدة.»
فيعترض الكهنة على ذلك بصوت عال قائلين: «إنه يهيج الشعب، وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل إلى هنا.»
آلجليل؟ وجد بيلاطس الروماني في هذه الكلمة ما يتمسك به في وسط ذلك اللغط، فطوى صحيفة التفكير والمداراة، فرأى تسكين ما يضطرب له شعب الله الغريب الأطوار، فما كاد يسمع أن يسوع جليلي حتى وجد في هذا ما يخرجه من المأزق؛ وبيان الأمر: أن بلاد الجليل تابعة لهيرودس لا لرومة، وأن هيرودس هو الآن في أورشليم، فزار بيلاطس أمس. فيعود بيلاطس إلى القاعة من غير أن يخبر أحدا أو يقول جوابا، فيسلم يسوع إلى قائد مائة وإلى بضعة جنود، فيخرجه من باب خلفي ويرسله إلى هيرودس مع سؤاله: هل يرغب في النظر إلى قضيته ما دامت بلاد الجليل منطقة حكمه؟
اضطرب هيرودس في هذه الأيام؛ لما علمه من وجود يوحنا في أورشليم مبعوثا، واطلع لا ريب على ما أسفرت عنه الخصومات، وانتهى إليه في هذا الصباح خبر القضية والحكم، فعندما أنبئ بوصول النبي نظر إلى الباب برغبة ورهبة، فوجده ليس شبيها بيوحنا، ولكنه طمع أن ينطق بحكمة فيسكن بكلمة ما كان لقتله المعمدان من الذكريات الفظيعة التي تساوره ، فأخذ يسأل يسوع عن عدة أمور لم ترو إلينا.
لم يجبه يسوع عن أسئلته؛ لما أوحى إليه منظره من السوانح الآتية: «هذا الذي غيرت أحكامه مجرى حياتي، هذا الذي لولاه ما أضحت حياتي عامة على ما يحتمل، هذا الذي لولاه ما وقفت هذا الموقف فصارت أوقات حياتي معدودة.»
Bilinmeyen sayfa