İnsan Oğlu: Bir Peygamberin Hayatı
ابن الإنسان: حياة نبي
Türler
ويفيض فؤاد يسوع الذي هو معدن الحب رأفة وحنانا، ويقابل يسوع بالمحبة أباه الرب الذي أنعم عليه بها، والجميع أبناء للرب، وأكثر الناس معرفة بالأب الرب هم الخالصو النية، السليمو السريرة، الرحماء الأميون الذي يشابهون الأولاد في أفكارهم. ومن يعتمد على كرم الرب ينل حمايته، ويعش تحت رعايته، والرب «يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين»، فمن يعتقد هذا لا ينشب أن يملك ملكوت السماوات على الأرض، فيجد كنزا في حقل هذا العالم.
ويدرك الفلاحون الخرافيون المحيطون بيسوع مغزى تلك الكلمات، فالهواء مملوء بقصص العجائب، والأنبياء رأوا فتح أبواب السماء، وأولئك الفلاحون سمعوا قصة الكنز الذي اكتشف بحرث الأرض، وهم لا يجهلون أن المطر يروي حقل جارهم البغيض كما يروي حقولهم، وهم يكادون يعرفون أن النبي دانيال حدث بمثل ذلك عن نزول السماء إلى الأرض، وهم لا يكادون يعرفون أن ذلك النبي الناصري ألقى في صباه السمع إلى الأرض، فشعر بحضور الرب المحب الذي يصفه الآن، وليس على أولئك البسطاء إلا أن يثقوا بيسوع ما أتى بالبشرى، وابتعد عن الوعيد، وقرب إليهم السعادة التي سماها بملكوت السماوات فلم يحرق الأرم
10
مثل المعمدان حين قال: «اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم.» فهل خاطب كاهن الفقراء بمثل هذا الكلام المسري الكاشف للغم؟
أليس من الصواب دعوة يسوع لنا بالإخوة ما دام الرب أبا للجميع؟ وهل يجب أن يعمل بما يقول به الصدوقيون في أورشليم من أن يأخذ الأخ حقه من أخيه، وأن تكون العين بالعين، والسن بالسن؟ كلا، ولكن ما يأمر به يسوع ليس أخف وطئا من ذلك؛ فقد قال: «من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك؛ فاترك له الرداء أيضا.» فبينما يتساءل أولئك الفلاحون والصيادون عن سبب ذلك، وعن قدرتهم على العمل بذلك إذ سمعوا يسوع يقول: «اغفروا يغفر لكم.» فرضوا بذلك ما علموا الآن أن كل واحد منهم سيثاب على إنكار ذاته.
وأمرهم يسوع بأكثر من ذلك أيضا، فيسوع إذا اقتصر على توصيتهم بأن يحبوا من يحبهم، فإنه لا يكون قد حثهم على أكثر مما يقدر عليه المشركون، ولكن يسوع قال لهم: «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.» بيد أن حب المرء لأعدائه هو أصعب شيء، فسأل بعضهم يسوع: «كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له، هل إلى سبع مرات؟» فنظر إليه يسوع بحزم وأجابه من فوره قائلا: «لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات.»
ظل أولئك جالسين حيارى متسائلين عن مبالغة يسوع في ذلك كله، ولكنهم لم يلبثوا أن أدركوا مقصده حينما نصحهم بصوته الرخيم قائلا: «لا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم ... وكما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضا بهم هكذا؛ لأن هذا هو الناموس والأنبياء.»
ويجهل أولئك أن الكاهن الأكبر هلل قال مثل ذلك منذ خمسين سنة، وما يجهلون أن هلل كان من العمال كما هم الآن، ويرى أولئك بأعينهم أن يسوع ليس من رجال المجمع اليهودي الكبير بأورشليم، فلا يعيش في بيوت الأقوياء، ولا على موائد الأغنياء، وما يرونه إلا زائرا لهم في أكواخهم على شاطئ البحيرة بعيدا من المعبد والقصور، ويسوع إذا أحب الجلوس حول موائد هؤلاء فلما يقتضيه ذلك من انحنائه ليمر من أبوابهم الواطئة، ودنوه من الأطفال في مهودهم، وسؤاله عن مواشيهم، ولعبه مع أولادهم، وإسعافه نساءهم، وهنالك يؤمنون به حينما يقول لهم في أثناء طعامه من مائدتهم المعتدلة: «طوبى لكم أيها المساكين؛ لأن لكم ملكوت الله ... لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض؛ حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء؛ حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون؛ لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا.» وهنالك ينظرون إليه خافضين رءوسهم استحسانا لما في الجليل من كثرة اللصوص، ويسوع يعرف ما يقول، ويعتقد أولئك صحة ما يعدهم به من ملكوت السماوات.
ألا يعمل يسوع نفسه بما يأمر به؟ قال يسوع: «إذا صنعت غداء أو عشاء؛ فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء؛ لئلا يدعوك هم أيضا فتكون لك مكافأة، بل إذا صنعت ضيافة؛ فادع المساكين الجدع العمي، فيكون لك الطوبى؛ إذ ليس لهم حتى يكافوك؛ لأنك تكافى في قيامة الأبرار.»
قتل يوحنا المعمدان.
Bilinmeyen sayfa