42

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Yayıncı

دار الفكر العربي

Yayın Yeri

القاهرة

أقام فيها ثلاث سنين، ثم قدم إلى قرطبة، وخلع من ذلك سنة ثنتين وعشرين وهو آخر الأمويين بالأندلس(١).

هذا هو الخليفة الأخير الذي كان ابن حزم وزيراً له، ولكن يظهر أنه لم يستمر وزيراً له مدة أربع سنين، وإلا شهرت إدارته وعرف أمرها، واستبانت سياسته، فلعله نال هذه الوزارة أملاً، وليس بين أيدينا ما ينبئ عن مقداره.

٤٨ - وإن هذا كان آخر عهد ابن حزم بالسياسة والوزارة، فلم يعلم أنه كان وزيراً لأحد من بعد ذلك، وفي الحقيقة أن هذا الخليفة كان هو آخر خلفاء بني أمية، فلم يجتمع أمر لهم بعده، ولذا قال المقري في ذلك ((خلعه (أي هشام المعتد بالله) الجند سنة اثنتين وعشرين، وفر إلى لاردة فهلك بها سنة ثمان وعشرين وانقطعت الدولة الأموية من الأرض، وانتثر سلك الخلافة بالمغرب، وقام الطوائف بعد انقراض الخلائف ونزل الأمراء والرؤساء من البربر والعرب والموالي بالجهات، واقتسموا خطتها)).

ولقد كان ابن حزم يوالي الأمويين وقد كان يقبل الوزارة ليشد أزرهم، ويعاونهم في أمرهم، ويعرض نفسه في سبيل ذلك للنفي والأسر والسجن، فلما انتهى أمرهم، ولم يعد ثمة سبيل لعودتهم، انقطع عن السياسة، ولم يعد يخب فيها ويضع، وانصرف من بعد ذلك للدراسة والبحث والكتابة ونشر آرائه بالمناظرة أحياناً، وبالقلم إن واتته الفرصة وبالرسائل يسطرها وبالكتب المبسطة الوجيزة يكتبها.

رحلات ابن حزم

٤٩ - من وقت أن نزل الاضطراب بقرطبة، سنة ٣٩٩، وأسرة ابن حزم في اضطراب لا يستقر لها مقام، انتقلوا من شرق قرطبة إلى غربها، ثم انتقلت سنة ٤٠٤ من قرطبة إلى المرية ثم كان النفي والتغريب، ولقد ذكر في آخر كتابه طوق الحمامة فقال: ((أنت تعلم أن ذهني متقلب

(١) نفح الطيب = ٤ ص ٥٠ .

42