Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Yayıncı
دار الفكر العربي
Yayın Yeri
القاهرة
وتقريراته وهذه هي ينابيع الفقه الأثري الصافية التي لم يصاحبها تأويل أو تخريج يكون بعيداً عن معناها أو قريباً منها.
وثاني هذه الينابيع - دراسة أقوال الفقهاء وأصحاب الاختيار غير المقيد، فهو يدرس أقوال بقي بن مخلد وكان متخيراً لا يتقيد بمذهب من المذاهب ويدرس أقوال ابن أمية الحجازي، وكان شافعياً وله اختيار، وأقوال منذر ابن سعيد، وكان له اختيار أيضاً.
الأمر الثالث: الذي يدل عليه هذا الكلام الذي نقلناه أنه تلقى فقه الشافعي من كتب فقهاء شافعية كابن أمية الذي ذكرناه، وفقه الظاهرية من كتب فقهاء ظاهرية مثل منذر بن سعيد الذي كان داودياً أي من أنصار داود الظاهري، قوياً على الانتصار له.
فهو إذن لم يعدم وسائل من الاتصال بالمذهب الشافعي، ولو من طريق التلقي على شيوخه في كتبهم لا في مجالسهم ومن أفواههم. وهكذا نراه يميل إلى أصحاب المذاهب الذين يتخيرون، ولا يتقيدون مع اتخاذهم أحد المذاهب مذهباً لهم، وإنه تلقى عن هؤلاء ومن مجموع السنة التي تلقاها في صدر حياته، والمبسوطات التي دونت فيها الآثار، والتفكير الحر غير المقيد بعذب من المذاهب.
٩٨ - وإنه من هذا يتبين لنا طريق تلقيه للمذهب الشافعي، كما قال المؤرخون الذين كتبوا في أخباره، وإن كانت كتابة غير وافية ولا موضحة لكل أدوار حياته.
وكذلك المذهب الظاهري قد تلقاه من هذه الكتب التي كتبت فيه مثل ما كتبه منذر بن سعيد، ودافع فيه عن مذهب داود دفاعاً قوياً،
ولقد ذكر المؤرخون أنه تلقى ذلك المذهب عن أستاذه أبي الخيار مسعود ابن سليمان بن مفلت المتوفى سنة ٤٢٦، وقد كان ظاهرياً، وله اختيار حسن في الفقه، ولقد قال فيه الضبي ((مسعود فقيه عالم ظاهري يميل إلى الاختيار والقول بالظاهر، ذكره أبو محمد بن حزم، وكان أحد شيوخه)).
82