Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Yayıncı
دار الفكر العربي
Yayın Yeri
القاهرة
سواء أكان ذلك في نشأته الأولى أم كان بعد ذلك عندما كان يرحل من مدينة إلى مدينة.
ولقد كان مع منزلة أبيه، ومكان أسرته يذهب إلى مجالس الحديث في عامة الطلبة. فيقول في طوق الحمامة: «وأذكر أني كنت مختاراً في بعض الأيام بقرطبة في مقبرة باب عامر في لمة من الطلاب وأصحاب الحديث، ونحن نريد مجلس أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصري المتوفى سنة ٤١٠ بالرصافة أستاذي رضي الله عنه ومعنا أبو بكر عبد الرحمن بن سليمان البلوي من أهل سبتة، وكان شاعراً مغلقاً، وهو ينشد أبياتاً له منها:
٩٤ - ويظهر أن طلب أبي محمد بن حزم للحديث كان أسبق من طلبه للفروع الفقهية، ولذا أشربت نفسه حب الحديث فقد كان محدثاً حافظاً، قبل أن يكون فقيهاً مفرعاً، ولعل هذا يفسر لنا ما ذكره ياقوت من أنه اتجه إلى الفقه وهو في السادسة والعشرين من عمره، وليس معنى ذلك كما قلنا أنه لم يكن على إلمام به من قبل، بل معناه أنه لم يتجه إلى تفريعه ودراسته دراسة منصرف إليه إلا بعد ذلك، وقبل هذا كان يدرس الحديث، ويعرف الفقه معرفة شخص غير منصرف إليه. حتى إذا نبه إلى أنه لا يحسن الفقه ولا الجدل فيه عكف عليه.
اتجه إلى الفقه محدثاً، ولما أراد الأخذ عن ابن دحون نبه إلى الموطأ والموطأ كتاب فقه وحديث معاً، فهو أيضاً من جنس ما نشأ عليه، واتجه في أول أمره إليه.
ولا شك أنه ابتدأ يدرس المذهب المالكي، لأن الفقهاء الذين ذكر أنه تلقى عليهم كانوا مالكيين، فابن دحون كان فقيهاً مالكياً عليه مدار الفتيا في
(١) طوق الحمامة ص ٧٢.
79