115

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Yayıncı

دار الفكر العربي

Yayın Yeri

القاهرة

الفرق السياسية

١٣٧ - كان المسلمون مجتمعين على كلمة واحدة من وقت أن لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى إلى أن كانت الفتن في عهد ذي النورين عثمان بن عفان، فاتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم، وقد كانت تلك الفتن هي التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عليه السلام: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذاً فليعذ به».

ولقد سارت تلك الفتن في طريقها حتى وقعت الواقعة الكبرى فقتل الخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه. وعندئذ تشعبت الأمور فتناً، وتشنعت إحناً، فاختار المسلمون علي بن أبي طالب ليجمع المسلمين على إمامته، ولو كانت القلوب لم تعتكر بالعصبيات الجاهلية لاجتمعت عليه، ولكنه باب الفتنة انفتح فلم يغلق، وتفتحت منها مسارب الشيطان، فتفرقت الجماعة الإسلامية، واقتتل المسلمون بعضهم مع بعض، وكانت واقعة بين أمير المؤمنين علي ومعاوية الذي خرج عليه بأهل الشام، وكادت الواقعة تقع على البغاة، لولا المكر والدهاء من معاوية وعمرو بن العاص، فكان تحكيم الحكمين ثم كانت فتن الخوارج.

١٣٨ - وقد انقسم المسلمون بعد هذا إلى ثلاث طوائف (إحداها) مع علي، هؤلاء كانوا معه حتى قتل، فوالوا أهل بيته من بعده، وسموا الشيعة.

(الثانية) مع معاوية ومن بعده، فقد استمروا على ولائه من بعده وكان منهم الناصبية الذين ناصبوا علياً وآل بيته من بعده العداء، وقد نسب مثل

115