ويقول محيي الدين: «كثيرا ما يهب على قلوب العارفين نفحات إلهية، فإن نطقوا بها جهلهم من لا يعلم، وردها عليهم أصحاب الأدلة من أهل الظاهر، وغاب عنهم أن الله - تعالى - كما أعطى أولياءه الكرامات، أعطاهم العبارات المعجزة.»
لكل علم من العلوم اصطلاحاته الفنية، ولغته الخاصة؛ فيجب الإحاطة أولا بلغة التصوف ورموزه، قبل الجحود والإنكار.
يقول محيي الدين: «من لم يقم بقلبه التصديق لما يسمعه من كلام هذه الطائفة فلا يجالسهم، فإن مجالسهم سم قاتل.»
يحذر محيي الدين من سوء الفهم، أو سوء التأويل لكلمات العارفين، الذين أوتوا الكرامات، كما أوتوا الكلمات المعجزة، والرقائق الغالية، والدقائق المشرقة .
وسوء الفهم ، وسوء التأويل، هو الذي دفع بالكثير من رجال الفكر إلى مخاصمة محيي الدين والصياح به، والإنكار عليه، ولو ردوا ما أنكروه إلى أهله ورجاله، لعرفوا اليقين، ولمسوا النور المبين.
ومن تلك المتشابهات في كلام محيي الدين: أنهم نسبوا إليه وحدة الوجود، ونسبوا إليه أنه جعل الحق والخلق شيئا واحدا؛ حين قال:
فيحمدني وأحمده
ويعبدني وأعبده
يقول الشعراني: «هذا منطق عربي مبين، على نهج الأسلوب القرآني، وعلى صحة نسبة هذا القول إليه، فمعنى يحمدني: أنه يشكرني إذا أطعته، كما في قوله - تعالى:
فاذكروني أذكركم . وأما قوله: «ويعبدني وأعبده» أي: يطيعني بإجابته دعائي، كما في قوله - تعالى:
Bilinmeyen sayfa