ولهذا زخر التصوف بمناهج كاملة لتربية المريد وإعداده، وتنشئته على الخلق الصوفي المثالي.
وهي مناهج تعتبر صورة صادقة للآداب الصاعدة، صورة لأسمى ما تنشده التربية الصالحة في أية جامعة عالية.
وفي هذه المناهج يتجلى الذوق الصوفي بأروع صوره، وأجمل ألوانه، كما يتجلى أيضا تفوق الصوفية في طب القلوب، وآداب النفوس على أساتذة التربية قديمها وحديثها.
ولمحيي الدين رسالة في آداب المريد، أو كما يقول هو: «في كنه ما لا بد للمريد منه.» تعتبر في موازين التصوف أجمل النماذج التي أبدعها هذا المنهج العالي.
يقول محيي الدين بعد أن شرح لمريده حقائق التوحيد الإلهي، وصور له كيفية الإيمان برسل الله جميعا:
ومما لا بد لك منه:
حسن الظن بالناس كافة، وسلامة الصدر، والدعاء للمسلمين بظهر الغيب، وخدمة الفقراء برؤية المنة لهم، وحمل كلفهم، وتحمل أذاهم وجفاهم، والصبر بالله على أخلاقهم.
ومما لا بد لك منه:
الصمت إلا عن ذكر الله وتلاوة القرآن، أو إرشاد الضال، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو إصلاح بين المتهاجرين، أو تحريض على صدقة، بل على كل خير.
ومما لا بد لك منه:
Bilinmeyen sayfa