ويقول أيضا في نفس الكتاب
3
معلقا على متشابهات ابن الفارض التي توهم وحدة الوجود: «ومع ذلك لا نستطيع أن نقول: إن ابن الفارض قد تعدى عقيدة التوحيد الإسلامية التي عليها أهل السنة، أي: العقيدة القائلة بأن الله هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، والواقع أنها عقيدة أشبه ما تكون بمذهب وحدة الوجود.»
وبذلك يضيف نيكولسون أهل السنة أيضا إلى أصحاب وحدة الوجود، أي: إلى محيي الدين، ورجال الكلام من علماء المسلمين.
وأخيرا يرفع نيكولسون القناع عن وجهه سافرا، فيقول في كتابه: «وإننا لنرجح أن النبي العربي كان شموليا يعتقد بوحدة الكون
فأينما تولوا فثم وجه الله .»
تلك هي الغاية التي يهدف إليها نيكولسون منذ وجه سهامه المسمومة إلى محيي الدين، إنه يريد أن يرمي الإسلام، أن يطفئ نور الله، أن يلصق تلك الأكذوبة الضخمة بالإسلام وبنبي الإسلام، ويتخذ لذلك سبيلا ملتويا ناعما، فهو يقدم بين يدي هدفه براءة ابن الفارض والبسطامي والحلاج من وحدة الوجود، بدعوى أن كلامهم أساسه الجذب الروحي والفناء المعنوي، فناء الحب والوجد.
فإذا انشرح صدر المسلم، صدر الصوفي المؤمن لهذا القول الكريم النبيل؛ فآمن بالنزاهة العلمية لنيكولسون، قاده الداهية إلى أزقة الظلمات والريب، ليلقي في عقله، ويلقي في قلبه الشك تلو الشك، والريبة بعد الريبة في محيي الدين أولا لأنه الشيخ الأكبر، ثم في رجال الكلام من علماء الإسلام، ثم في أهل السنة جميعا، وأخيرا النبي الأعظم الذي كان - كما يقول هذا المستشرق الغيور على الإسلام - شموليا ينادي بوحدة الكون، والشمول عنده صورة مصغرة من صور وحدة الوجود.
الدكتور أبو العلا عفيفي
ويأتي في أعقاب نيكولسون، تلميذه الأستاذ الدكتور أبو العلا عفيفي؛ فنشاهد فيه صورة مكررة لأستاذه، يردد أقواله حرفيا.
Bilinmeyen sayfa