80

وكأنه نظر في ذلك إلى فحولة الكلام مما اشتهر به الرجز، ولم يشتهر به الشعر في زمانه.

ويكون مع الشيطان تابع أو «رئي» كأنه الراوية الذي يحفظ ما يلقيه الشيطان القائل عفو الخاطر.

وفي كتاب «آكام المرجان في أحكام الجان» نظم كثير منسوب إلى الجن بغير واسطة الأنس، أو مشترك بين قائلين؛ أحدهما من هؤلاء، والآخر من هؤلاء، ومن هذا الشعر المشترك قال بعد عنعنة طويلة: «خرجت مع نفر من قريش نريد الشام، فنزلنا بواد يقال له وادي عوف، فعرسنا به، فاستيقظت في بعض الليل فإذا أنا بقائل يقول:

ألا هلك النساك غيث بني فهر

وذو الباع والمجد التليد وذو الفخر

فقلت في نفسي: والله لأجيبنه، فقلت:

ألا أيها الناعي أخا الجود والفخر

من المرء تنعاه لنا من بني فهر

فقال:

نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندى

Bilinmeyen sayfa