أن تنتقل من الساكن إلى ساكن حتى تحرك لسانك. وقد تجمع بين ساكنين في الوقف، كقولك: هذا زيد؛ فالياء ساكنة، وسكنت الدال لما سكت عليها.
قال: روي أنه لما قدم [على] رسول الله، صلى الله عليه، وفد تميم، سأل، ﵇، عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر، فمدحه. فقال الزبرقان: يا رسول الله، إنه ليعلم مني أكثر من هذا ولكن حسدني. فذمه. ثم قال: ما كذبت في الأولى، [و] لقد صدقت في الأخرى، رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أسوأ ما علمت. فقال رسول الله، صلى الله عليه: "إن من البيان لسحرًا".
وقيل: وفد العلاء بن الحضرمي إلى النبي، ﷺ، فقال: "أتقرأ من القرآن شيئًا" فقرأ "عبس"، وزاد فيها من عنده: "وهو الذي أخرج من الحُبلى نسمة تسعى، من بين شراسيف وحشى". فصاح به النبي، ﷺ: "كُف، فإن السورة كافية". ثم قال له: "هل تروي من الشعر شيئًا"؟ فأنشده:
فحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم ... تحيتك القربى، وقد ترقع النعل
فإن دحسوا بالهجر فاعف تكرمًا ... وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
فإن الذي يؤذيك منه سماعه ... وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
ويروى: "تحيتك الحسنى". ويروى: "فإن بدؤوا بالكره فاغض تكرمًا". ويروى: "وإن كتموا عنك الحديث". فقال النبي، صلى الله عليه: "إن من الشعر
1 / 43