354

Ibana

الإبانة في اللغة العربية

Soruşturmacı

د. عبد الكريم خليفة - د. نصرت عبد الرحمن - د. صلاح جرار - د. محمد حسن عواد - د. جاسر أبو صفية

Yayıncı

وزارة التراث القومي والثقافة-مسقط

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Yayın Yeri

سلطنة عمان

وأما ذكر الشيء بسببه وذكر سببه به
فما جاء عنهم من ذكر الجزاء على الفعل بمثل لفظه نحو قوله، ﷿: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾.
وكذلك: ﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ﴾. و﴿مَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ﴾. و﴿جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾. كل هذا لا يجوز على الله، سبحانه، حقيقة، ولكنه جائز على مذاهب العرب في سعة لغتها، يذكرون الشيء بسببه وبما قرُب منه؛ فسمّى، ﷿، عقوبتهم على استهزائهم استهزاءً، إذ كان من سببه.
وكذلك المكر، هو منه تعالى عقوبة، فسماه باسم مكرهم. والسيئة هي من المبتدئ سيئة، ومن الله تعالى جزاء.
وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ﴾؛ فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء. والجزاء لا يكون ظلمًا، وإن كان لفظه كلفظ الأول.
وقيل لجرير: لم تهجو الناس؟ فقال: إني لا أبتدي، ولكني أعتدي.
ومنه قول النبي، ﷺ: "اللهم إن فلانًا هجاني، وهو يعلم أني لست شاعرًا فأهجوه. اللهم العنْهُ عدد ما هجاني به، أو مكان ما هجاني". أي: جازه جزاء الهجاء.
وكذلك قوله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ قيل: تركوا أمر الله فتركهم من رحمته.

1 / 358