قال عبد الله بن الحارث: نشأت سحابة على عهد رسول الله، صلى الله عليه، فقالوا: "يا رسول الله، سحابة نشأت. قال: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تراكمها. قال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها. قال: كيف ترون رحاها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: كيف ترون جوفها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده. قال: كيف ترون برقها، أخَفْوًا أو وميضًا أم يشق شقًا؟ قالوا: بل يشق شقًا. فقال، صلى الله عليه: الحيَا الحيَا. فقالوا: يا رسول الله، ما أفصحك، ما رأينا الذي هو أفصح مِنْك. فقال: ومن أين يكون أفصح مني، وإنما أُنزِل القرآن بلساني لسان عربي مبين".
قال الأخفش: بواسقها: حالها. والباسق: المُشرف التام من كل شيء. قال:
كباسقة الوسمي ساعة أسبلت ... تلألأ فيها البرق وابيض جيدها
قواعدها: أسافلها، وهي أن تكون متمكنة في الأرض. ورحا السحاب: مستداره ومعظمه، وهو بفتح الراء والحاء. قال:
إذا رجفت فيه رحى مرجحنَّة ... [تبّ]ـعَّق ثجَّاج غزير الحوافل
الخَفْوُ: أن يظهر شيء ثم يخفى. قال:
[خفى] كاقتذاء الطير والليل ضارب ... بجثمانه والبرق قد كاد يسطع
1 / 27