I Want to Speak to the Brothers
أريد أن أتحدث إلى الإخوان
Türler
واجبا أن يكون أقوها وأصحها وأن يكون فى العالم الإسلامى بمنزلة الرأس أو القلب فى البدن وقد تضافرت عليه عوامل الإفساد والضعف فأحدثت فيه عللا كثيرة قد ولد فيه ضعف الحكم التركى وغفلته عت تعليم الشعوب وتربيتها وإنفاقه الأموال فى غير موضع والاحترام فى غير وقت وعسفة فى غير هوادة أورث كل هذا البطالة وسقوط الهمة والجهل المطبق فى كثير من البلاد العربية وجاء الإستعمار الأوربى فأورث التفسخ فىالأخلاق والانحلال فى الدين والاندفاع المتهور الى المادية والتهالك علىا لشهوان وقامت الحكومات الشخصية فأورثت التملق وكثرة المجاملات والنفاق والخنوع للقوة والمادة ثم جنى عليهقربة من أوربا فكان هدفا لتياراتها المدنية ومنتجاتها الصناعية وأفكارها المتطرفة وأساء اليه موقعه الجغرافى وأهميته السياسية والاستراتيجية فلج به الغرب وطمع فيه الاستعمار وطوقته الجنود الأجنبية وكان من بقايا الحضارة الشرقية والنظام الإقطاعى والحكم الشخصى الترف والبذخ والتفاوت الشديد بين الطبقات فى المعيشة ثم كان أن خفت فى العالم العربى صوت الدعوة الدينية من زمان وانقرض الرجال الذين كانوا يكافحون المادية ويكبحون جماحها ويلطفون من حدتها بدعوتهم إلى الله وإلى الآخرة وإلى الزهد والاعتدال فى الحياة وقمع الشهوات ويشعلون جمرة الإيمان واستسلم العلماء ورجال الدين أمام تيار الغرب وتغيرات العصر فوضعوا أوزارهم للمدنية الغربية وهجم عليه الأدب الشهوانى والصحافة الماجنة فحلت العقد ونفخت فى الشهوات واجتمع بعض ذلك الى بعض حتى أصبح هذا العالم منحلا منهارا متداعيا لا يمسكه الإيمان ولا تحفه القوة المعنوية ولا تقف فى طريق اندفاعه دعوة قوية.
فى مثل هذه الفترات المظلمة والسحب المتراكمة كان الله يبعث الأنبياء والمرسلين فى الزمن السابق ولكن نبوءة محمد ﷺ لم تكسف شمسها ولم يتوار نورها وإن دينه لا يزال حيا وإن الكتاب الذى جاء به لا يزال محفوظا وإن أمته التى أرسلت معه لتبليغ رسالته والقيام بدعوته لا تزال فيها الحياة والروح.
لقد أغنانا الله بفضل دينه المحفوظ وكتابه المتلو ونبوءة محمد ﷺ الخالدة عن رسالة جديدة ورسول جديد ولكن لا بد من تجديد واسع ودعوة صارخة وكفاح شديد يغير هذا الوضع الجاهلى الذى تورط فيه العالم الاسلامى تورطا قبيحا وأمعن فيه العالم العربى إلى أبعد الحد وقد وعد الله وأخبر رسوله باستمرار هذه الدعوة الإسلامية وبقاء التجديد الدينى ودوام الكفاح فى تاريخ الإسلام ضد الجاهلية التى ترفع عبقريتها زمنا بعد زمن وحينا بعد حين وقد أصبح خطب العالم الإسلامى وفساد أحوال المسلمين وانحرافهم عن جادة الاسلام وطغيان بحر المادية أعظم وأوسع من أن يتدارك بجهود فردية وخطب منبرية ودروس دينية ورسائل دورية مباحثات فقهية ومسائل جزئية ومحاربة الأفراد والأشخاص إن السبيل لا يمسكه إلا سبيل مثله والتيار لا يدفعه إى تيار أقوى منه فلا بد من كفاح عنيف وصراع شديد يغير مجرى الزمن ويقلب تيار الحياة من جهة الى جهة ويحدث أنقلابا فى المجتمع والحياة وفى الأذواق والرغبات وفى قيم الأشياء وموازينها.
من هنا كان سرورنا عظيما لما رأينا نورا جديدا على أفق العالم العربى ظهرت دعوة الإخوان من مصر - زعيمة العالم العربى ومصدر الخير والشر للشرق الأدنى - فتجدد الأمل فى مستقبل الاسلام واعتقدنا أنها هى الدعوة المنتظرة لإحياء المسلمين وهى التى ستحقق آمال المصلحين وأحلامهم وتتدارك هذا العالم المنهار وتمسك به وما لبثت أن تحولت هذه الدعوة الى سيل متدفق وتيار جارف فأمسك سيول الإباحية والتحلل والإلحاد واللادينية وصد تيارات المدنية الغربية التى كانت تجرف بالبقية الباقية من الغيرة الاسلامية والحياة الدينية وأصبحت تؤثر فى حياة البلاد تأثيرا قويا كاد يغير اتجاه البلاد.
1 / 4