222

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Yayıncı

نادي المدينة المنورة الأدبي

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Türler

عمّا كان صالحهم عليه من الجلاءِ على أن يعملوها ولرسُولِ الله ﷺ النصفُ مما يخرج منها من ثمر أو زرعٍ، وقد اصطفى ﷺ من غنائمها صفيَّة بنتَ حُييّ بن أخطب لنفسه، فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وبنى بها في طريقِ المدينةِ بعدما حلَّت.
وقد أهدتْ إليه امرأةٌ من يهودِ خيبر ــ وهي زينبُ بنتُ الحارثِ امرأةُ سلَّام بن مِشْكم ــ شاة مصليَّة (^١) مسمومة، فلما انتهش من ذراعها أخبره الذراعُ أنه مسمومٌ، فترك الأكلَ، ودعا باليهودية فاستخبرها: أسممتِ هذه الشاة؟ فقالت: نعم، فقال: «ما أردتِ إلى ذلك»؟ فقالت: أردتُ إن كنت نبيًا لم يضرّك، وإن كنت غيره استرحنا منك، فعفا عنها ﷺ. وقيل: إن بشرَ بن البراء بن مَعْرور كان ممن أكل منها، فمات، فقتلها به. وقد روى ذلك أبو داود مرسلًا عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عوف».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ حاصل ما ذكره المصنف أن رسول الله ﷺ بعدما فتح الله عليه خيبر عَزَم أولًا على إجلاء اليهود منها، فسألوه أن يبقيهم يعملوا فيها على أن لهم نصف ما يخرج منها، فوافق بشرط أن يخرجهم منها متى شاء.
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ لمّا ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله ﷺ أن يقرّهم بها، على أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله ﷺ: «نقرّكم بها على ذلك ما شئنا»، فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء (^٢).

(^١) مشويّة.
(^٢) صحيح مسلم «١٥٥١».

1 / 243