277

Hüsn-ü Tanbîh

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Araştırmacı

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Yayıncı

دار النوادر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

سوريا

Türler

أو المراد بالفلاح كل عمل صالح، وفعل خير لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: ٧٧].
وإنما أتى بالفلاح في الأذان والإقامة معرَّفًا باللام التي هي للعهد أو للاستغراق؛ إشارة إلى أن العمل الصالح هو الفلاح الحقيقي، أو أن كل فلاخ وفوز فهو في العمل الصالح، ودفعًا لما يتوهمه أهل الدنيا من أن الفلاح إنما هو في تحصيل الدنيا ومتاجرها والإمساك عليها.
ومن ثَمَّ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: ٩].
وقال الله تعالى مشوقًا إلى سعادة الآخرة، معبرًا عنها بالتجارة التي هي سبيل أهل الدنيا إليها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الصف: ١٠].
وصف هذه التجارة بصفة فارقة بينها، وبين متاجر الدنيا بقوله: ﴿تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الصف: ١٠]؛ فإن تجارة الدنيا ليست كذلك، بل قد تكون سببًا للعذاب الأليم، وغاية ما فيها أن صاحبها إذا كان سعيدًا خرج منها رأسًا برأس، بخلاف هذه التجارة التي لا تَبِعَةَ فيها.
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية: أنها لما نزلت قال المسلمون: لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين (١).

(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٣٥٤).

1 / 166