بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الهادي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله، بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرا، وداعيًا إلى الله وسراجًا منيرا، ونسأل الله منزل الغيث، مخرج اللبن من الفرث، موزع للناس الإرث، واهب الإناث والذكور، جاعل من شاء عقيمًا أن يرحمنا ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وبعد:
بدايةً أريد أن أوضح معنى حسن السمت كما ورد في كتب اللغة حتى يتيسر لنا أن نعرف مغزى الكتاب من عنوانه، كما أريد أن أوضح ثناء الله على من يتحلى بحسن السمت من الناس، وكيف وصف الله تعالى نبيه محمدًا بأنه حسن السمت، ووٌصف نبي الله يوسف بحسن السمت كما ورد في بعض كتب التفاسير وكذلك توضيح معنى الصمت
يقول ابن منظور: " السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ يَسْمُتُ سَمْتًا، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب في دينه ودنْياه" (١).
يقول الصاحب ابن عباد في معنى السمت: " السمْتُ: فِعْلُ الخَيْرِ وحُسْنُ النَحْوِ، سَمَتَ يَسْمُت ويَسْمِتُ سَمْتًا. وهو - أيضًا -: السيْرُ بالحَدْسِ والظَّنِّ. وسَمَتَ الطرِيْقَ: لَزِمَه. وتَسَمتَه: تَعَمدَه. والتسْمِيْتُ: ذِكْرُ اللهِ على الشيءِ. وسَمتَ لهم شيئًا: أي بَينَ. وفي الحَدِيث: "سَموا وسَمتُوا" أي ادْعُوا وصَلُّوا. وسَمَت الحَق: قَصَدْته (٢).
يقول الزمخشري: " خذ في هذا السمت وهو النحو والطريق، وما أحسن سمته، وقد سمت نحوه يسمت سمتًا.
_________
(١) انظر لسان العرب لابن منظور مادة " سمت " (٢/ ٤٦)، ط: دار صادر - بيروت لبنان الطبعة الأولى ... (١ - ١٥).
(٢) انظر المحيط في اللغة مادة " سمت ".
1 / 15