ذكر ما ساقه في باب كرمه
ذكر الصاحب محي الدين أن السلطان وصل الخليفة المستنصر، المعروف بالاسود، عندما جهزه لفتح بغداد، والملوك المواصلة لما جهزهم أيضا، بحملة كبيرة، قال: ذكر لي مولانا السلطان، من لفظه، أن جملة ما وصل إليهم منه ألف ألف، وستون ألف دينار.
والذي أقول أن هذه الحركة لم يترتب عليها مصلحة، وعجبت من انعقاد الرأي على مثلها، وذلك أن الخليفة المذكور أعمل السير، ومعه شرذمة قليلة بالنسبة للتتار، وقصد بغداد فقتل هو وأكثر من معه، ولم يحصل للمواصلة عرض من ملك ولا غيره وعادوا، وقد ذهبت الأموال ضياعا، وطارت نفوس أكثرهم شعاعا، والصاحب محي الدين غمغم ههنا، ولم يذكر شيئا منه.
Sayfa 71