الباب الأول: في تقرير المواضع الدالة على صحة نبوءة سيدنا ومولانا محمد ﷺ وثبوتها
اعلم وفقني الله وإياك أن اليهود لعنهم الله أنكروا نبوءة سيدنا محمد ﷺ وبالغوا في ذلك كل المبالغة جحدا منهم وطغيانا وكفرا، وأنه ﷺ لثابت عندهم في كتبهم راسخ في دواوينهم. (ومن يضلل الله فما له من هاد). ونحن نستعين بالله في الرد عليهم وبطلان ما يوافقون عليه ولا ينكرونه، بل ولا يقد رون على إنكاره. وانما أرميهم بأحجارهم وآخذهم بإقرارهم وأستخرج ذلك من كتبهم المنزلة بزعمهم، وعددها أربعة وعشرون كتابا.
فأول ذلك ما في الكتاب المسمى ملاخم الذين ينسبونه لليسع ﵇ في قصة سلطان بني إسرائيل المسمى عندهم أحأب، وكان من كبار ملوك بني إسرائيل، وكان معتقدا لدين محمد ﷺ، وكان اليهود يكفرونه حينثذ واستمروا على ذلك حتى الآن. وحكي أنه جاءه ملك من ملوك الروم اسمه ابن هدد بجيوش لا يعلم عددها إلا الله الذي خلقها، ومعه اثنان وثلاثون سلطانا وحصروه بمدينة سمرون، وبعث إليه إرسالا وطلب منه أن يعطيه جميع ما
1 / 29