124

قالت جريس: «إلى حد ما.»

نظر إلى وجهها نظرة فاحصة ولكنها سريعة. ربما تساءل إن كانت قد تعرفت على الرائحة، وماذا تظن به الآن. «أراهن أنها تؤلمك فعلا. أترين ذلك الجزء المقطوع، علينا أن ندلف أسفل منه ونتأكد من أنه نظيف تماما، ثم أخيطه بغرزة أو غرزتين. لدي دواء يمكن دهان الجرح به حتى لا يؤلمك بشدة كما تظنين.» نظر نحو جريتشن وقال: «دعونا نقوم بإبعاد جمهور المشاهدين عن الطريق الآن.»

لم يوجه أي كلمة لأمه بعد؛ ومع ذلك فقد راحت تكرر أنه من حسن الحظ حضوره في ذلك الوقت بالتحديد.

قال: «صبي الكشافة دائما على استعداد.»

لم تبد يده مختلة إثر الشراب، وكذا لم يتضح أثره في عينيه، كما لم يبد أنه ذلك العم المرح الذي يتقمص شخصيته حينما يتحدث إلى الأطفال، أو ذلك الشخص الذي يردد الكلام المطمئن كما اختار أن يكون مع جريس. كان ذا جبهة عالية شاحبة، وخصلات من الشعر الأسود المجعد المائل للون الرمادي، وعينين رماديتي اللون لامعتين، وفم عريض ذي شفاه رفيعة تبدو ملتوية عند نفاد الصبر، أو الشهوة، أو الألم.

عندما ضمد الجرح بالخارج فوق الدرج، كانت جريتشن قد عادت إلى المطبخ واصطحبت الأطفال معها، وظلت السيدة ترافرس تشاهد باهتمام وهي تطبق على شفتيها وكأنما تتعهد بأنها لن تحدث أي مقاطعة. قال نيل إنه من الأفضل أن تؤخذ جريس إلى المدينة من أجل الذهاب إلى المستشفى هناك. «من أجل حقنة مضادة للتيتانوس.»

قالت جريس: «إن الأمر ليس بهذا السوء.»

قال نيل: «ليس هذا هو المقصد.»

قالت السيدة ترافرس: «أوافقه الرأي، التيتانوس، هذا شيء فظيع.»

قال: «علينا ألا ننتظر طويلا. جريس، سأصحبك للسيارة.» ثم أمسكها من أسفل ذراعها. ربطت فردة حذائها، ونجحت في أن تضع أصابع قدمها المصابة في الفردة الأخرى حتى تحاول جذبها وهي تسير. وكانت الضمادة نظيفة ومحكمة.

Bilinmeyen sayfa