Peygamberin Devlet Savaşları (Birinci Kısım)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Türler
إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين، إن أخذتموهما، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما.
ويتابع ابن إسحق راوي السيرة فيقول: «وأقام أبو العاص بمكة، وأقامت زينب عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بالمدينة، حين فرق الإسلام بينهما، حتى إذا كان قبيل الفتح، خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام - وكان رجلا مأمونا - بماله وأموال رجال لقريش أبضعوها معه، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا، لقيته سرية لرسول الله، فأصابوا ما معه، وأعجزهم هاربا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من مال، أقبل أبو العاص تحت الليل، حتى دخل على زينب بنت رسول الله، فلما خرج رسول الله إلى الصبح ... كبر وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء: أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلم رسول الله من الصلاة أقبل على الناس فقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم. قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعتم ما سمعتم. إنه يجير على المسلمين أدناهم.
ثم انصرف فدخل على ابنته فقال: أي بنية أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له، ثم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له، فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق به. فقالوا: يا رسول الله بل نرده عليه ، فردوه عليه ... ثم احتمله إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال ماله من قريش.» وعاد بعد ذلك إلى يثرب مسلما، ويروي ابن عباس أن النبي قد رد عليه زينب على النكاح الأول. وفي رواية لأبي عبيدة: أن أبا العاص لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين.
قيل له: هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين.
فقال: بئس ما أبدأ به إسلامي، أن أخون أمانتي.
44
وموقف «أبي العاص» هنا يتفق تماما ويتطابق مع الإفراز الحتمي للظرف التاريخي والاقتصادي، فأمانة الرجل التي فرضت عليه عدم الاستيلاء على أموال قريش، هي ناتج طبيعي لظرف مكة التجاري، الذي أفرز ثقة متبادلة بين أصحاب المال، وبين القائم على الرحلة المسافرة، باعتباره أيضا عضوا ضمن الطبقة، ومن ثم فرض ظرف مكة الجغرافي، وعدم إمكان خروج كل المسهمين مع القافلة، ثقة وأمانة على درجة عالية، للحفاظ على سيولة التجارة واستمرارها؛ لأن أي خلاف أو اختلاس أو فقد للثقة، كان كفيلا بدمار مصلحة الجميع. وهي الأمانة التي لم تكن في منطقهم تتعارض أبدا مع سلوكيات أخرى، كالربا والاحتكار، فهي ألوان من الكسب المشروع، ولون من التجارة والربح المباح. وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى الأمانة القرشية، مع ضيق أفق الرءوس المكية وقصورها، عن إدراك دور الرأسمالية القرشية في مشروع الوحدة الكبرى، بقوله لأبي قتادة الأنصاري بعد غزوة أحد، عندما أراد أبو قتادة التمثيل بجثث القرشيين كما مثلوا بحمزة بن عبد المطلب:
يا أبا قتادة، إن قريشا أهل أمانة، من بغاهم أكبه الله تعالى إلى فيه، وعسى إن طالت بك مدة أن تحقر عملك مع أعمالهم، وفعالك مع فعالهم، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله.
Bilinmeyen sayfa