İnsan Özgürlüğü ve Bilim: Felsefi Bir Sorun
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Türler
42
ويعبر كلود برنار - الذي يمكن اعتباره أنموذجا أمثل على مدى سيطرة الحتمية على العلم والعلماء في عصره - عن هذا، وبصورة تبرز التناقض المذكور بوضوح وجلاء، فيتيه زهوا بطابع العلم الذي لا يطأطئ رأسه أبدا، على حد تعبيره، وبأن المنهج العلمي هو المنهج الذي يطالب بحرية الذهن والرأي، ولا يكتفي بأن يزعزع النير الفلسفي واللاهوتي وحدهما، ولكنه كذلك لا يسلم بوجود سلطان علمي شخصي، ويردف برنار هذا بأن استقلال الفكر وحريته هما على الدوام الشرطان الجوهريان لكل ما ستحققه الإنسانية من تقدم،
43
ولكنه يأتي في النهاية ليصر على أن حرية الذهن تنعدم بإزاء مبدأ الحتمية،
44
وبالطبع الفهم الحقيقي لمبدأ الحتمية هذا يؤدي بالضرورة «الحتمية» إلى انعدام حرية الذهن وكل حرية، بإزاء هذا المبدأ وبإزاء كل المبادئ وكل شيء.
هكذا جعلت الحتمية العلم متناقضا مع ذاته بصدد مستويات الحرية، فلا غرو أن يقع هذا التناقض على رأس الإنسان المتوج بتاج العلم.
ثم نجد العلم الحتمي قد أوقع الإنسان في التناقض من مهوى ثالث: من تناقض حصيلة الفعالية العقلية مع الفاعلية الواقعية، بدأ هذا مع نبي العلم الحديث فرنسيس بيكون الذي علمنا أن كل ضرورة فهمت إنما هي في الواقع ضرورة تم التغلب عليها،
45
طبعا، ولكن أوليست كل ضرورة تفهم هي في سياق الحتمية الكونية تأكيدا لنفي الحرية الإنسانية، لقد صحب تقدم العلم تساوق أو تناسب طردي بين تعزيز العلم لمبدأ الحتمية النافي لحرية الإنسان، وبين تعزيز حريته على مستوى آخر يأتي من تطبيقات العلم العملية التقنية، التي جعلت العلم بلا جدال تحريرا للإنسان من أعداء عتاة قساة لحريته: من الجهل والمرض والجوع والفقر والعجز أمام قوى الطبيعة الغاشمة.
Bilinmeyen sayfa