İnsan Özgürlüğü ve Bilim: Felsefi Bir Sorun
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Türler
ويبقى الأساس السبينوزي الذي لا خلاف عليه ولا نقاش فيه؛ أي الحتمية.
كانت حتميته صارمة حتى إنها تحكم قبضتها على الإنسان تماما كما تحكمها على الحجر الساقط وعلى كون المثلث ذا أضلاع ثلاثة، وعليها لا بد وأن تنحذف الحرية تماما من هذا الوجود، فتنص القضية الثانية والأربعون من الجزء الثاني من كتابه «الأخلاق: مبرهنا عليها بالطريقة الهندسية» على أنه: «لا يوجد في أي عقل إرادة مطلقة أو حرة، بل إن العقل محتم عليه أن يريد هذا أو ذاك بواسطة علة هي بدورها محتمة بواسطة علة أخرى، وهذه أيضا بواسطة أخرى وهكذا إلى ما لا نهاية.»
5
أما ما نراه من قرار إرادي يلازم أداء الفعل، فإن سبينوزا يفسر هذا بأن قرار العقل مع شهوة الجسم وحتميته متآنيان في الطبيعة، أو هما شيء واحد، إذا أخذناه تحت خاصية الفكر كان القرار، وإذا أخذناه تحت خاصية الامتداد كان حتمية فيزيقية، يمكن استنباطها من قوانين الحركة والسكون - القوانين الميكانيكية. إن الجوهر الممتد أو المادة هي في النهاية الحقيقية السبينوزية الحقة، وبالتالي فالحتمية الفيزيقية الميكانيكية هي فقط الحقيقة الوحيدة. وكانت اللذة والألم والرغبة عنده مصطلحات أولية لتفسير الشعور في حدودها تفسيرا ميكانيكيا عليا حتميا، وما اللذة والرغبة إلا الحالات أو التكيفات الطبيعية للشخص، التي تحدث مستقلة تماما عن الحكم «أو الإرادة»، وصحيح أن اللذة والألم علل لتغيرات نفسية وجسمية، إلا أنهما بدورهما معلولات لعلة خارجية ويجب دراستها في علاقتهما بالحالات المتغيرة للكائنات الحية دراسة علمية كأي موضوع فيزيائي.
6
الإنسان خاضع بالكلية للقوانين الفيزيائية الميكانيكية، وكل ظواهر أنشطته وسلوكه قابلة للتفسير كمعلولات لعلل فيزيقية، وإذا اعترض معترض بأن الأنشطة العليا للإنسان مثل الفن لا تقبل هذا التفسير، كان رد سبينوزا على هذا هو رد الحتميين المعهود، أي بالتفسير الذاتي لحدود الجهل بأننا «لم نعرف بعد كل قدرات الجسم ولا مدى حدوده وذلك الاعتراض مجرد إقرار بهذا الجهل».
7
إننا على وعي بهذه الظواهر، ولسنا على وعي بعللها.
تبخرت الحرية من عالم سبينوزا، وكان لا بد وأن تتبخر ، فماذا فعل سبينوزا بإزاء مصاب الحرية الفادح؟ لقد بدا أنه فعل فعل الرواقيين، فكان التمييز بين الحرية والعبودية من أهم وجوه الفلسفة السبينوزية، إنهما الحدان اللذان يراجع بهما الحكيم سلوكه فينقده، ويتخذ قراراته.
8
Bilinmeyen sayfa