İnsan Özgürlüğü ve Bilim: Felsefi Bir Sorun
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Türler
S. Freud (1856-1939) من الحتمية العلمية الديدن والناموس. «فطالما أنه لا توجد أية حادثة في الكون الفيزيقي بغير علة - أو بالأحرى بغير علل - فإنه بالتالي لا توجد أية حادثة عقلية أو حالة عقلية بغير علل، وهذه العقيدة الحتمية لم يأخذها فرويد كمجرد أساس لعلم النفس عنده، بل أكثر من هذا، لقد استخدمها كمفتاح لفض سر العقل وللكشف»،
28
الكشف عن كل شيء بلا أدنى استثناء.
لقد رفض فرويد - كشأن الحتميين المخلصين - أي مفهوم للمصادفة، وأكد أننا إذا تركنا لها قطاعا من قدرتنا النفسية، بحيث تظل غير قابلة للتفسير من خلال الأفكار المفترضة، فإننا نتجاهل نطاقات للحتمية في قدراتنا العقلية، في حين أن الحتمية في مثل تلك الظواهر - التي قد تبدو مجرد مصادفة - كما هي في سواها، أعمق وأبعد من كل ما نتصور،
29
هكذا كانت حتمية فرويد عميقة جدا، أعمق من كل ما تصوره السيكولوجيين السابقون، حتى إن أكثر مصطلحاته خداعا هو أشهرها، أي مصطلح «التداعي الحر»، الذي ينطلق فيه المريض أو الشخص موضع التحليل، وعلى أساس أن كل حرف يتفوه به، بما في ذلك فلتات اللسان، «تبرهن على أن عقل الإنسان لا يمكنه الفرار من قوانينه»،
30
فأين هي الحرية، وكيف يأتي بها أي شخص في هذا الوجود، والتحليلية قد أسهبت في وصف، أو خلق واقع عميق طويل عريض من الهو والأنا والأنا الأعلى، ومن اللاشعور الكامن خلف الوعي السطحي البادي، بحيث يحتم جملة وتفصيلا كل ظواهر السلوك، الشاذة قبل السوية، فضلا عن الهواجس والأوهام ورؤى الأحلام.
وليس هذا فحسب، بل قال فرويد في أكثر كتبه شعبية وانتشارا «العلاج النفسي في الحياة اليومية» (المذكور في الهامش) إن علم النفس المرضي للحياة اليومية قد جاء ليبرهن على أن العقائد الخزعبلية وفلتات اللسان والزلل والأخطاء العفوية التافهة - في القراءة مثلا - على الرغم من المعرفة القوية، والاختيار العشوائي للأسماء والأرقام (مثلا: قد يقال على سبيل الضجر: قلت ذلك عشرين مرة! فإن الورود العشوائي للرقم عشرين بالذات وليس خمسين أو مائة ...) كل هذا وغيره من الظواهر التي تبدو سطحية تافهة، حاول فرويد أن يثبت في ذلك الكتاب أنها محتمة، تماما كدوران الأرض حول الشمس.
ولما كان العلم علم النفس، فلا يمكن تجاهل الشعور الحرون بالحرية، الكائن في كل النفوس، فماذا فعل فرويد في هذا الصدد؟ إنه يقول: «مثل هذا الفهم لحتمية الاختيار الذي يبدو عشوائيا، اختيار الأسماء والأرقام والكلمات ... قد يساهم في حل مشكلة أخرى، فكما نعلم الكثيرون يجادلون ضد افتراض الحتمية النفسية المطلقة عن طريق الإشارة إلى شعور عميق بالاقتناع بأن ثمة إرادة حرة، هذا الشعور يوجد، بيد أنه لا يتناقض مع عقيدة الحتمية، فمثله مثل سائر المشاعر العادية يجب تبريره بشيء ما، ولكن على قدر ما أستطيع أن ألاحظ، فإن هذا الشعور بالحرية لا يفصح عن نفسه في قرارات عظيمة الشأن أو ذات أهمية، ففي مثل تلك الظروف الخطيرة يسود الإنسان أكثر الشعور بالإجبار، وهو يتقبله بسعادة.
Bilinmeyen sayfa