İnsan Özgürlüğü ve Bilim: Felsefi Bir Sorun
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Türler
23
فرفضها علم النفس الحتمي، على أساس أن العلل الفيزيائية لن تترك شيئا بغير أن تحتمه، فكانت الإرادة الحرة معبرة عن اللاشيء عن الوهم، ولكن الفيزياء المعاصرة علمتنا أن العلل الفيزيائية لا تحتم شيئا، وأن ذلك التحديد هو الوهم الباطل، فاستطاع علم النفس المعاصر، المعاصر جدا، أي علم النفس المعرفي
Cognitive Psychology «أن يستوعب هذا الدرس ويدرك أن الوهم الباطل في الحتمية السيكولوجية، التي تتصور الناس وكأنهم ينظرون من ثقوب الأبواب، منحصرين في صناديق، يستجيبون للمنبهات أو تعميهم الغرائز».
24
وكما تتعامل الفيزياء المعاصرة مع الاحتمال واللاتعين والمصادفة ... أي مع اللاحتمية بوصفها واقعا أنطولوجيا أكيدا، يتعامل علم النفس المعرفي مع الحرية الإنسانية كواقعة أنطولوجية أكيدة لكي يصل إلى صورة أدق للنفس البشرية، ألا وهي صورة الكائن العضوي النشط، الذي يتعلم الكثير عن بيئته وعن نفسه ويتفاعل مع خبراته المعرفية ويفعلها وهو بسبيله إلى الاستكشاف واتخاذ القرارات والتصرف، إن التخيل والتفكير والتذكر تحررنا من البيئة المباشرة، ليكون ثمة قدر من الحرية، ونحن ندفع ثمن هذه الحرية بإمكانية الوقوع في الخطأ، فمن الممكن أن نتصور أشياء ليست حقيقية وأن نتذكر أشياء لم تحدث قط، لكننا نكتسب إمكانيات النظر في بدائل جديدة.
25
إذن بعد أن كانت الحتمية السيكولوجية تحديدا هي الحلقة المفضية مباشرة إلى معضل الحرية في عالم العلم، أصبح علماء النفس المعاصرين ليس فقط يعترفون بالحرية الإنسانية، بل يجعلونها مقولة أساسية بغية فهم أعمق وأفضل لموضوعهم! فكيف حدث هذا؟
إنها الثورة اللاحتمية في علم النفس: علم النفس المعرفي، الذي يوضح أن المد اللاحتمي في العلوم الإنسانية قد وصل في علم النفس إلى حد الثورة ، من حيث إن علم النفس هو الذي يتعامل مع ظواهر الحرية الإنسانية والإرادة، وكانت محاولته لإلغائها - وهي واقعة أكيدة - انسياقا مع الحتمية العلمية، من أهم أسباب ما تردى فيه من التواءات وعجز عن التوصل إلى نتائج علمية مرضية، وكما أشرنا آنفا، كان المد الحتمي في علم النفس قد تمخض عن عدة مدارس، أسفرت عن اثنتين سادتا الميدان بفضل قوة امتثالهما للحتمية وإلغاء الحرية، وهما تحليلية فرويد وسلوكية واطسون ثم سكينر خصوصا هذه الأخيرة؛ بسبب افتقار الفرويدية للسمة العلمية الوضعية الصارمة، وبطريقة جعلت نفسانيين جادين يتبرءون ويبرئون علم النفس منها، وبعد أن سادت المدرسة السلوكية ذات المنزع الحتمي الصارم، حتى كادت أن تصبح مرادفة لعلمية علم النفس، حدث في منتصف خمسينيات القرن العشرين ما يشبه الزلزال، وذلك حين انصرف علماء النفس إلى دراسة ظواهر الاختيار والإرادة محققين في علم النفس الثورة اللاحتمية الموسومة باسم الثورة المعرفية: أي التي تدرس الظواهر المعرفية والعمليات العقلية التي هي مظاهر الحرية والاختيار، فكان علم النفس المعرفي والعلاج النفسي المعرفي كطريقة ثالثة للنظر إلى الطبيعة الإنسانية، ومنافسة للتحليلية والسلوكية،
26
إنها الثورة التي يسميها جيروم برونر
Bilinmeyen sayfa