صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال

Hussein bin Muhammad al-Mahdi d. Unknown
100

صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال

صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال

Yayıncı

سُجل هذا الكتاب بوزارة الثقافة

Yayın Yeri

بدار الكتاب برقم إيداع (٤٤٩) لسنة٢٠٠٩م

Türler

وقال آخر: هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ ... يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجرًا ما بَنى سَحَرًا ... وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ (١) دور القلم في سعادة الأمم وشقاؤها للقلم دور في سعادة الأمم وشقاؤها، وله نصيب في مدحها وهجائها، فبه يتعلّم الجاهل، ويظفر العاقل، وقديمًا قيل: "القلم لسان البصر يناجيه بما استتر عن الأسماع، إذا نسح حلله وأودعها حكمه"، فهو أنف الضمير إذا رعف أعلن أسراره وأبان آثاره، وبنوء القلم تصوب الحكمة، وقال ابن أبي دؤاد: "القلم الدنيا والآخرة". (٢) وفي الأمثال السائرة: "عقول الرجال تحت أسنة أقلامها"، وقيل:"الأقلام مطايا الفطن". ويرحم الله شوقي حيث يقول: سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ ... عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ ... وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا وقال ابن أبي حصينة (٣): جَزى اللَهُ خَيرًا ظُهورَ الرِكاب ... وَأَحسَنَ عَنِيّ جَزاءَ القَلَم

(١) - هذان البيتان لأحمد شوقي من قصيدة مطلعها: الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ ... فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ (٢) - أدب الكتاب ص٦٣. (٣) - الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. (٣٨٨-٤٥٧هـ/٩٩٨-١٠٦٤م) شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى، وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولًا سنة ٤٣٧هـفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة ٤٥٠هـ فمنحه المستنصر لقب الإمارة، ثم كتب له سجلًا بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج، له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدرًا بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.

1 / 109