EULIN ، الذي اكتشف حديثا على قدر فخاري في منطقة لاتيوم في إيطاليا وهو ما كان باعثا على دهشة الجميع، ويرجع تاريخ هذا القدر حسب دراسة تراصف الطبقات الصخرية إلى حوالي سنة 775 قبل الميلاد. ولكن لاتيوم تقع بالقرب من كوماي على خليج نابولي والمستوطنة العوبية على جزيرة إسكيا الواقعة في الخليج، وهو الموضع الذي عثر فيه على مواد مكتوبة أخرى بالغة القدم. وعثر على كسر (شقف) فخارية عليها أجزاء من أسماء ترجع إلى نفس التاريخ تقريبا، أي من عام 775-750 قبل الميلاد، على جزيرة عوبية نفسها. وعلى ما يبدو أن الأبجدية اليونانية قد اخترعت على جزيرة عوبية أو في مكان ما في المنطقة المحيطة بها، ولكن الأرجح أن ذلك حدث على جزيرة عوبية، التي كانت موضع الثروة والعلاقات الدولية.
كما رأينا، يعد استغراق الأبجدية اليونانية في التمثيل الصوتي (على النقيض من أساليب الكتابة الأقدم) دليلا داخليا على أنها اخترعت لتدوين الشعر سداسي التفاعيل، واستنادا إلى الأدلة المتاحة يمكننا أن نقول إنها اخترعت لتدوين «الإلياذة» و«الأوديسة»، اللتين تنتميان إلى هذه الحقبة التاريخية؛ لأن المحاكاة الصوتية ليست هدفا لأساليب الكتابة الأخرى، بما في ذلك لغتنا. من دون شك كان النموذج الفينيقي للأبجدية اليونانية قاصرا عن تدوين كلمات هوميرية من قبيل
aaatos ، أي «منيع»، التي يمكن بالكتابة الفينيقية أن تكتب
ts ! فمع أن مجموعات الحروف المتحركة (الحروف المتحركة المتعاقبة) شائعة في اللغة اليونانية، فإن أمثلة متطرفة من هذا النوع لا توجد إلا في الشعر، حيث يكمن الإيقاع المركب في تتابع الأصوات الملفوظة. فأنت لست بحاجة إلى محاكاة صوتية لوضع تسجيل مكتوب لأي نوع من الكلام لمجرد أنه باللغة اليونانية، كما يبرهن النظام الخطي باء الميسيني اليوناني، الذي يتيح فقط مقاربة تقديرية لصوت أي كلمة منطوقة.
يدعم أقدم ما وصلنا من كتابات لأكثر من بضعة رموز النظرية التي مفادها أن الحاجة إلى تسجيل الشعر سداسي التفاعيل أوحت باختراع الأبجدية اليونانية. بيد أن أقدم «نقش طويل» لأكثر من بضعة حروف هو على الأرجح النقش على مزهرية دبيلون (شكل
1-9 ) التي عثر عليها في عام 1871 في مدينة أثينا. وما كتب عن هذا النقش يفوق بكثير ما كتب عن أي كتابة يونانية أخرى. فقد حفر شخص ما الرموز بأداة حادة، مخترقا السطح الأملس لقدر (يرجح أنه ممنوح كجائزة) صنع في ورشة خارج بوابة دبيلون بأثينا مباشرة في حوالي 740 قبل الميلاد. تحفظ الرموز، التي تقرأ من اليمين إلى اليسار، وزنا سداسي التفعيلات متقنا متبوعا ببعض رموز غير واضحة المعنى، لعلها جزء مبتور من ألفبائية (بمعنى آخر، رموز الأبجدية كاملة على التوالي، ولكنها هنا تبدأ في المنتصف بحروف
LMN ...)
شكل 1-9: مزهرية دبيلون والنقش عليها، ترجع إلى حوالي 740 قبل الميلاد. متحف الآثار الوطني بأثينا. الصورة لصندوق مداخيل التراث؛ المعروف اختصارا باسم مرفق تي إيه بي، النسخ والرسم من كتاب بي بي باول «هوميروس وأصل الأبجدية اليونانية» كامبريدج، المملكة المتحدة، 1991، رقم 58.
ويأتي «نقش طويل» آخر من قبر طفل بجزيرة إسكيا العوبية في خليج نابولي، محفورة في كأس شراب رودسية، صنعت حوالي 740 قبل الميلاد، في نفس زمن نقش مزهرية دبيلون تقريبا. ويبدو أن أول سطر فيما يطلق عليه «نقش كأس نيستور» هو نثر، إلا أن السطرين الثاني والثالث هما شعر سداسي التفاعيل أيضا. وترجمته هي:
أنا كأس نيستور، أبعث السرور على من يشرب مني.
Bilinmeyen sayfa