107

في بيان، أحيانا ما يكون محيرا ومثيرا للالتباس، لعادات الزواج، لا يتورع أنتنيوس عن اقتراح أن يعيد تليماك بينيلوبي إلى أبيها، حتى يتسنى لها أن تتزوج ثانية وحتى يمكن تبادل الهدايا، والبائنة (من والديها) والمهر (من العريس). يتوعد تليماك بانتقام إلهي من الخطاب ويعضد كلماته فأل من زيوس على هيئة نسرين يتقاتلان. يتنبأ هاليتير، وهو نبيل إيثاكي، بعودة أوديسيوس وموت الخطاب، ولكن لا توجد حدود لسوء مسلك الخطاب الوقحين، والشهوانيين، ومنعدمي الاحترام ولا احترام لديهم للآلهة. إنهم حمقى، كحال رجال أوديسيوس، يظنون أنهم لا يقهرون. وحسبما يروى على لسان الخاطب ليوكريتوس:

لو أن أوديسيوس الإيثاكي نفسه عاد وكان حريصا من شغاف قلبه على أن يطرد من باحته الخطاب النبلاء الذين ينعمون ويولمون في بيته، فيجب عندئذ ألا تفرح زوجته بمجيئه؛ فرغم أنها اشتاقت إليه كثيرا، إلا أنه سيلاقي ها هنا ميتة مخزية، إن تقاتل مع رجال يفوقونه عددا. (الأوديسة، 2، 246-251)

في الحكايات الشعبية، مثلما في الحياة، يسبق الكبرياء الانهيار، وفي الكتاب الثاني والعشرين سوف يقتل ليوكريتوس على يد تليماك.

الجزيرة في تلك الآونة في حالة ثورة عارمة. ويدعو تليماك، الذي يجد نفسه عالقا في غمارها، طالبا سفينة ليبحر بها بحثا عن أبيه. وبعد أن يأخذ مؤنا من القصر، يهرب في تلك الليلة بمعاونة أثينا، التي تتخذ هيئة شخص يدعى منتور (الذي منه جاء لفظ

mentor

الذي يعني ناصح) ومن أجل تجنيد بحارة، تتخذ هيئة تليماك نفسه. إذن تظهر أثينا ثلاث مرات بهيئة جسمانية في المشاهد الافتتاحية لتساعد تليماك، بينما، على النقيض، لا تظهر أبدا بينما أوديسيوس مفقود في أعالي البحار. (4) «تليماك في بيلوس» (الكتاب 3)

كلمح البصر يظهر المركب وبداخله أثينا/منتور، وتليماك وأتباعه على شاطئ مدينة بيلوس حيث يجري تقديم قرابين عظيمة للإله بوسيدون، الذي كان داعما قويا للآخيين إبان حرب طروادة وعدوا صريحا لأوديسيوس (لأن أوديسيوس سمل عين ابنه بوليفيموس). يجتمع حوالي 4500 من أهل بيلوس على الشاطئ لذبح 81 ثورا، ويا له من قربان عظيم، والأمر بما ينطوي عليه من تعبد وكرم هو النقيض للموقف على جزيرة إيثاكا. يسأل تليماك نيستور بكل احترام بشأن ما إذا كان يعرف أي شيء عن والده.

ينشد نيستور أنشودة «العودة للوطن» الخاصة به ويروي كل ما حدث بعد مغادرتهم لطروادة؛ الخلاف بين أبناء أتريوس، وانقسام الأسطول، وعودة نيستور الخالية من الأحداث. يبدي هوميروس في حديث نيستور معرفة جيدة بالممرات البحرية من منطقة ترود إلى اليونان؛ لا بد وأنه سافر عبرها، كما أنه لا بد وأن بعض جمهوره قام بذلك. يرثي نيستور لقدر تليماك ولكنه على يقين من أنه إن كانت أثينا تحبه، مثلما كانت من غير ريب تحب والده، فإن الخطاب سوف يندمون. وحتى بينما هو ماض في حديثه، كانت أثينا المتخفية تقف إلى جوار تليماك! ولكن الشاب الحزين يجيبه قائلا:

أيها الشيخ، لا أظن أن هذا الحديث سوف يتحقق بأي حال من الأحوال. إن ما تقوله أروع من أن يوصف وإن الذهول ليتملكني. ليس لدي أي أمل في أن هذا سوف يتحقق، لا، ولا حتى مع أن تلك يجب أن تكون مشيئة الآلهة. (الأوديسة، 3، 226-228)

تعترض أثينا اعتراضا ودودا على نظرة تليماك الباعثة على الكآبة، مضيفة أنه من الأفضل أن يعود المرء إلى البيت متأخرا ولكن سالما على أن يعود مبكرا وميتا، كحال أجاممنون، الذي يعد مثال زيوس على المسئولية البشرية.

Bilinmeyen sayfa