انكار ، ولم ( ... وتاتون في ناديكم المنكر ... ) (1) يزالوا يمارسون الفاحشة فيهم حتى اصبحت سنة قومية ابتلت به عامتهم وتركوا النساء وقطعوا السبيل.
بعد ان تمادوا في غيهم ارسل الله اليهم لوطا عليه السلام ، فدعاهم الى تقوى الله وترك الفحشاء ، وانذرهم وخوفهم فلم يزدادوا الا عتوا ، ولم يكن جوابهم الا ان قالوا : ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين ، وهددوه بالاخراج من بلدتهم وقالوا له : ( لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ) (2).
لم يزال لوط عليه السلام يدعوهم الى سبيل الله وترك الفحشاء وهم يصرون على عمل الخبائث حتى استقر بهم الطغيان وحقت عليهم كلمة العذاب ، فبعث الله من الملائكة المكرمين لاهلاكهم.
نزلوا الملائكة اولا على النبي ابراهيم عليه السلام واخبروه بما امرهم الله به من اهلاك قوم لوط ، فجادلهم ابراهيم عليه السلام لعله يرد بذلك عنهم العذاب ، وذكرهم بان فيهم لوطا ، فقالوا له بانهم اعلم بموقع لوط واهله ، وانه قد جاء امر الله وان القوم آتيهم العذاب غير مردود ( قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود ) (3).
عند ذلك ذهبوا الى لوط في صور غلمان مرد ودخلوا عليه ضيفا فشق ذلك على لوط وضاق بهم ذرعا ، وخاف عليهم من قومه انهم سيتعرضون لهم وانهم غير تاركيهم البتة ( ولما ان جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لاتخف ولا تحزن انا منجوك واهلك الا امرأتك كانت من
Sayfa 99