259

بعد هذه البشارة والآية الواضحة ، خرج زكريا من المحراب الى الناس فكلمهم بالاشارة ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا ) (1). هذا بالاضافة الى انه كان يسبح الله ، كذلك طلب من القوم ان يسبحوا لله ويشكروه من اجل ان تقوى اسس الايمان في قلوب الناس.

وروي ان زكريا عليه السلام سأل ربه ان يعلمه اسماء الخمسة ، فاهبط عليه جبرئيل عليه السلام فعلمه اياها ، فكان زكريا عليه السلام اذا ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليا وفاطمة والحسن عليهم السلام وانكشف عنه همه وانجلى كربه ، واذا ذكر اسم الحسين عليه السلام خنقته العبرة ووقعت عليه الزفرة وتشايع النفس.

فقال ذات يوم : الهي ما بالي اذا ذكرت اربعة منهم تسليت باسمائهم من همومي ، واذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عيني وتثور زفرتي ، فانبأه الله تعالى عن قصة كربلاء وما يجري على الحسين عليه السلام وعترته الطاهرة ... (2)

كفيل مريم عليها السلام :

فلما ولدت مريم بنت عمران عليها السلام ، وتنافس فيها الرهبان في من يكفلها لانها كانت بنت امامهم ونبيهم ، فقال زكريا : انا اكفلها ، انا احق بها لان خالتها عندي ، لان عمران كان متزوجا « بجنة بنت فاقوراء » ، وكان زكريا متزوجا باختها « اشاع بنت فاقوراء » وكان زكريا رئيس الرهبان فقال الرهبان نقترع عليها ، فاقترعوا فوقعت القرعة على زكريا فاخذها وكفلها وضمها الى خالتها ام يحيى واسترضع لها حتى كبرت.

فكان زكريا كلما يدخل على مريم يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف

Sayfa 279