رضوان الله تعالى فقد هان عليه سخطه ، نعوذ بالله من سخط الله (1).
يا بني : خف الله مخافة لا تيأس من رحمته ، وارجه رجاء لا تأمن من مكره.
يا بني : انه النفس عن هواها ، فانك ان لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنة ولن تراها ويروى : انه نفسك عن هواها ، فان في هواها رداها (2).
في الدنيا والآخرة :
يا بني : انك منذ سقطت الى الدنيا واستدبرتها واستقبلت الآخرة ، فدار انت اليها تسير اقرب اليك من دار وانت عنها مبتعد.
يا بني : لا تركن الى الدنيا ولا تشغل قلبك بها ، فما خلقك الله خلقا هو اهون عليه منها ، الا ترى انه يجعل نعيمها ثواب للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.
يا بني : ان تك في شك من الموت ، فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك ، وان كنت في شك من البعث فارفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك ، فانك اذا فكرت في هذا علمت ان نفسك بيد غيرك وانما النوم بمنزلة الموت ، وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.
يا بني : لا تقترب فيكون ابعد لك ، ولا تبعد فتهان ، كل دابة تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله.
لا تنشر (3) بزك الا عند باغيه ، وكما ليس بين الكبش والذئب خلة ، كذلك
Sayfa 208