اولادي ، يوسف وبنيامين واخوهم الاكبر ، « اخاهم الاكبر الذي لم يرجع معهم وبقي في مصر حزنا وتألما على ابيه الذي اخذ منهم المواثيق بان يردوا له بنيامين ، وقال : لا ابرح من هذه الارض حتى اموت فيها ، او ان يفتح الله سبحانه وتعالى لنا سبيلا للنجاة ، او عذرا مقبولا عند ابينا ».
ثم بعد هذه المحاورات بين يعقوب واولاده ، استولى عليه الحزن والالم ، وتذكر ولده يوسف ، وتذكر تلك الايام الجميلة التي كان يحتضن فيها ولده الجميل ، وعلى اثر ذلك ابتعد يعقوب عن اولاده واخذ يبكي على ولديه يوسف وبنيامين حتى فقد بصره وصار بصيرا ، وكان يقول : ( انما اشكوا بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعملون ).
اللقاء وجمع الشمل :
كان القحط والغلاء والمجاعة وشحة الطعام يشتد يوما بعد يوم في مصر وما حولها ، ومرة اخرى يامر يعقوب اولاده بان يسيروا صوب مصر للحصول على الطعام ، ولكنه في هذه المرة يطلب منهم ان يبحثوا عن يوسف واخيه بنيامين.
لكن اولاد يعقوب كانوا مطمئنين من موت يوسف وهلاكه وعدم بقاءه ، فتعجبوا من توصية ابيهم وتأكيده على يوسف ، لكن يعقوب كان قلبه يعلم بان ولده يوسف حي ، ونهاهم عن اليأس والقنوط ووصاهم بالاعتماد على الله سبحانه والاتكال عليه وقال : ( ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ).
توجه الاخوة نحو مصر ، ولكن خلافا للسفرتين السابقتين ، كانوا مطاطئي الرؤوس ويشعرون بالخجل حيث كانت ضمائرهم معذبة ، وفي نفس الوقت لم
Sayfa 161