عليه عسى ان يستسلم لها ، ولكن يوسف احس بالخطر مرة ثانية وهرب منها واسرع نحو الباب ليفتحه ويخرج ، واسرعت زليخا خلفه لتمنعه من الخروج ، وسحبت قميصه من خلفه ، فقدته من دبر ، اي مزقته طولا » ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر ).
وعلى كل حال تمكن يوسف من الوصول نحو الباب وفتحه ، فرآه عزيز مصر خلف الباب فجاة ، ( والفيا سيدها لدى الباب ).
وفي هذه اللحظة الحرجة رأت زليخا نفسها امام زوجها واحست بالفضيحة من جهة ، وشعلة الانتقام تتأجج في داخلها على يوسف من جهة اخرى ، كان اول شيء توجهت اليه ان تخاطب زوجها بمظهر الحق متهمة يوسف اذ : ( قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم ) (1).
ولكن يوسف هنا وفي هذه اللحظة الحرجة لم يجد من الرد بدا ووجد السكوت حراما لئلا تثبت التهمة عليه ، فاماط اللثام عن عشق زليخا وقال : ( قال هي راودتني عن نفسي ).
من الطبيعي ان مثل هذا الحادث عسير جدا ولا يمكن ان يصدقه كل احد ، اي ان شابا يافعا غير متزوج لا يعد آثما ، وفي مقابله امرأة متزوجة ذات شخصية مرموقة ، فلذلك كانت شعلة الاتهام تحوم حول يوسف اكثر من امرأة العزيز.
ولكن حين ان الله عز وجل حامي المخلصين والصالحين فلا يرضى ان يحترق هذا الشاب المجاهد بشعلة الاتهام ، لذلك انجاه بحضور شاهد من اهلها مع دليل قاطع وقوي ( وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل
Sayfa 147