ثم امر ذو القرنين وطلب منهم وقال : ( آتوني زبر الحديد ) (1) وهي تعني القطع الكبير من الحديد.
وعندما جاءوه بقطع من الحديد اعطى امرا بوضع بعضها فوق بعض الآخر حتى غطى بين الجبلين بشكل كامل : ( حتى اذا ساوى بين الصدفين ) (2) ومعنى « الصدف » هنا حافة الجبل ، حيث كان بين حافتي الجبل شقا كان يدخل منها يأجوج ومأجوج ويؤذون القوم ، وقد صمم ذو القرنين ملأ هذا الشق.
وبعد ذلك امرهم ذو القرنين وطلب منهم ان ياتون الحطب والاخشاب ويضعونها على جانبي السد ، واشعل النار فيه حتى احمر الحديد من شدة النار و ( قال انفخوا حتى اذا جعله نارا ) (3).
لقد كان هدف ذو القرنين من ذلك هو ربط قطع الحديد بعضها مع البعض ليصنع منه قطعة واحدة ، والتحمت اجزاء الحديد بعضها ببعض.
وبعدما انتهى من هذه المرحلة ، طلب منهم فقال : اجلبوا لي النحاس المذاب حتى اضعه فوق هذا السد : ( قال آتوني افرغ عليه قطرا ) (4).
وبهذه الطريقة فقد قام بتغطية هذا السد الحديدي بقطعة من النحاس حتى لا ينفذ فيه الهواء ويحفظ من التآكل.
ان علم الحديث اليوم اثبت انه عند اضافة مقدار من النحاس الى الحديد فان ذلك سيزيد من مقدار مقاومته.
واخيرا تم بناء السد واصبح محكما وقويا بحيث : ( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) (5).
لقد كان عمل ذي القرنين عظيما ومهما ، وكان يمكن له ان يتباهى ويفتخر
Sayfa 120