Büyük Amerikalı Sahtekar Hukar: İki Kişi Bir Arada
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Türler
وهمت أن تمضي، فتلقتها إيفا وأمسكت بيدها، وأجلستها إلى جانبها بالرغم منها تقريبا، وقالت: دعينا نتكلم بعقل الآن. - أراك جننت، فكيف أنتظر أن تكلميني بعقل؟! - لا، لم أجن بعد إلا إذا عاندتني فتكونين سبب جنوني، فاعلمي أني أحب جاك، وليس حبك له عند حبي إلا كنقطة في بحر. - أنت حرة في أن تحبي من تشائين يا مس كروس، ولكن لست حرة إلى حد أن تهيني سواك. - إذن لا تستائين مني إذا أحببت زوجك؟ - ليس لي حق أن أستاء، ولكني أشفق عليك وأعذرك؛ لأن كثيرات غيرك أحببنه قبلك، بيد أني لم أر من فعلت فعلك هذا. - إذن تعذرينني وتسلمين أن لي حقا أن أحبه. - بالطبع؛ إذ لا سلطة لأحد سواك على عواطفك. - وهل من سلطة لأحد على عواطفه؟! - كلا، ولكن لي أنا مطلق الحق بعواطفه. - الحق يا مدام شيء والسلطة شيء آخر. لك حق أن يحبك، ولكن لا سلطة لك على عواطفه إذا كان لا يحبك. - تعنين أنه لا يحبني الآن؟ - نعم؛ لأنه يحبني مثلما أحبه، ولا أقدر أن أقول أكثر إذ لا أعتقد أن هناك حبا أشد من حبي له. - إذن أنت تحاولين أن تختلسي زوجي مني؟ - كلا، لا أختلسه اختلاسا، بل أشتري اسمه شراء كما اقترحت عليك أولا، أقول اسمه؛ لأن قلبه وروحه صارا ملكي.
فظهر غضب مسز هوكر شديدا، وقالت: تقرين أنك خائنة لي، عرفتك بزوجي فغازلته وتحببت له لكي تستميليه، ولكني أقول لك: إن زوجي لا يغتر بالغنى والجاه، فقد تزوجنا حبيبين ونموت حبيبين. - إنك لمغرورة يا هذه، إن كنت معتمدة في هذا العناد على اعتقاد أنه يحبك فأنت مسكينة. - ليس من يزعزع ثقتي بزوجي. - لماذا لم تسهري معه أمس؟! - كان في «النادي الثلاث عشري» فكيف أذهب معه؟! - قلت لك مسكينة فلم تصدقي، كان في ملعب الهيبودروم. - تكذبين. - بل أصدق؛ لأنه صرف بعد ذلك نحو ساعة معي في مطعم الهيبودروم. - أنت منافقة تبتغين أن تهيجي طبعي. - لا تسخطي يا حبيبتي، عندي برهان.
ثم خرجت إيفا إلى غرفتها، وفي لحظة عادت وفي يدها برنامج التمثيل في ملعب الهيبودروم، وأرتها إياه قائلة: هذا عنوانك عليه بخط زوجك نفسه، والبرنامج بتاريخ الأمس كما ترين، فهل صدقت أنك مسكينة؟!
فاستلقت مسز هوكر في كرسيها كأنها واهية القوى، وتنهدت، وجال الدمع في عينيها.
ثم قالت: إذن تحفظين هذا البرنامج برهانا على خيانتك لي. - ما أنا خائنة يا مدام، بعد أن قلت: إن لا سلطة لأحد على عواطفي، وإن لي حقا أن أحب من أشاء. - بل أنت خائنة؛ لأنك تستهوين زوجي. - كلا يا مدام، هو يقول: إن الرجل صوت والمرأة صدى؛ أي إن المرأة تحب الرجل لأنه يحبها أولا، وتحبه بقدر حبه لها؛ فهو استهواني وهو استمالني وهو راقبني وتتبعني إلى الهيبودروم؛ ولهذا أحبه، ولهذا لا يحبك فأتعجب كيف أنك تحبينه حتى الآن؟!
فشرقت مسز هوكر بدموعها، فتقدمت إليها إيفا، وأمسكت يدها، وقالت: لماذا تبكين يا حبيبتي؟ إنك لساذجة جدا، لو كنت أنا في مكانك لا أبكي على رجل لا يحبني، بل بالأحرى أكرهه وأشمخ عليه وأقصيه عني.
فرفعت مسز هوكر نظرها إلى إيفا وعيناها تتقدان، وقالت: إذا كان يحبك وتحبينه، فماذا تشترين مني بعد، فقد صار لك وأنت له؟! - نعم؛ صار لي وصرت له فما أنا شارية قلبه منك؛ لأن قلبه لي على كل حال، وإنما أنا شارية اسمه، فاطلبي ثمنه ما تشائين.
فقالت مسز هوكر بلهجة الهازئة المتمرمرة: وماذا يهمك اسمه وقد حزت قلبه؟! - أريد أن يكون لي كله بحسب الشريعة، أريد أن أتزوجه، أريد أن تطلقيه إذ لم يبق لك إلا اسمه، وقد اتفقت معه على ذلك.
فسخطت مسز هوكر بها قائلة: أطلقه؟! سأريك ماذا أفعل. - ماذا تفعلين؟! - ألا تعلمين ما هو عقاب الخائن والخائنة؟!
فقهقهت إيفا، وقالت: ليس بيني وبين زوجك إلا الحب، والحب ليس خيانة؛ لأنه فوق كل شريعة وسلطان في هذه البلاد. - إذن اكتفي بحبه يا هذه، وأنا أعرف كيف أدبر زوجي، لن أعيش إن كنت أدعه يرى وجهك بعد.
Bilinmeyen sayfa