<30> قال الخزري: ما الذي اتلف تلك المقصودة وأبقى هذه الاتفاقية؟
<31> قال الحبر: لأن تلك كان يحملها خواص من الناس يتسمى هذا منجم وهذا طبيب وهذا مشرح مثلا. وأول ما يتلف من الأمة المنتحسة الأخص فيهم ثم ما هو أعم منه فتلف الخواص وتلفت علومهم ولم يبق إلا الكتب الشرعية التي تحتاج إليها العامة وتحملها كثرة ويكثر انتساخها والعناية بها، فما اندرج في كتب الفقه من تلك العلوم احتمى وبقي بكثرة حامليها وعنايتهم بها، من ذلك كل ما ذكر في הלכות שחיטה وהלכות טריפה، ففيها من العلوم ما غاب أكثره عن جالينوس، وإلا فلم لم يذكر في العلل ما نراه عيانا مما نبهت الشريعة عليه من علل الرئة والقلب مثل סמוך ללב وסמוך לדופן، واتصال الאונות ونقصانها وزيادتها ويبس الرئة وذوبانها. فمن علمهم بتناسب الأعضاء النفسانية مع الطبيعية قولهم שני קרומים יש למוח וכנגדם בביצים، وقولهم כמין שני פולים יש מונחין על פי הקדרה מן הפולים ולפנים - מוח، מן הפולים ולחוץ - חוט השדרה.
وقولهم תלתא קני הוו חד פאריש לליבא וחד פאריש לריאה וחד פאריש לכבדא. ومن علمهم بالعلل القاتلة والعلل السالمة قولهم חוט השדרה אם עורו קיים מוחו לא מעלה ולא מוריד، ומי שנתמזמז מוחו אינו מוליד. وقولهم קרום שעלה מחמת מכה בריאה אינו קרום، وقولهم גיד הנשה אינו נוהג בעוף מפני שאין לו כף. ومن غريب فقههم כשרה שינקה מן הטריפה קיבתה אסורה، טרי]ה שינקה מן הכשרה קיבתה מותרת שהוא בלום במעיה. ومما حرموا عن علم صحيح وقياسنا ينبؤ عنه، חמשה קרומים אסורים: קרום של מוח، קרום שעל ביצה، קרום שעל גבי הטחול، קרום שעל הכליות، קרום שעל העוקץ، כולם אסורים באכילה. ومن بديع فقههم في الטרפות أنهم حددوا الارتفاع الذي إن دفعت البهيمة منه إلى أسفل حرمت משום ריסוק אברים، يعني تتهتك الأعضاء التهتك الذي يؤدي إلى الموت. ثم قالوا הניח בהמה למעלה ובא ומצאה למטה אין חוששין משום ריסוק אברים משום דאמדה אנפשה، يعني أن البهيمة تقدر لنفسها وتتأهب للوثبة فلا يضرها كما يضر إذا دفعت لأن الطبيعة في الوثوب حاضرة، وفي الوقوع هاربة فارة. ومن غريب قولهم أيضا وتجربتهم חרותה בידי שמים כשרה בידי אדם טריפה משום צימוק ריאה. ובדיקותה במים פושרים מעת לעת אי הדרא בריאה כשרה ואם לאו טריפה. وقولهم ריאה ככוחל כשרה، כדיותא טריפה. מאי טעמא? שחור אדום הוא אלא שלקה. ירוקה כשרה وقولهم ריאה שהאדימה מקצתה כשירה، האדימה כלה טריפה. ור' נתן הבבלי שהביאו לפניו ילוד שהוא ירוק، אמר להם המתינו עד שיפול דמו בו، يعني ألا يختن حتى ينتشر دمه في لحمه، ففعلوا ذلك وعاش الطفل بعد أطفال كثيرى كانوا يموتون لتلك الإمراة أثر الختانة، והביאו לפניו ילוד שהוא אדום ואמר המתינו לו עד שיבלע דמו בו، فامتثل ذلك وعاش وسمي נתן הבבלי على اسمه. وقولهم חלב טהור סותם טמא אינו סותם. ومن دقيق فتواهم מחט שנמצא בעובי בית הכוסות נמצא עליה קורט דם בידוע שהיא קודם שחיטה، לא נמצא עליה קורט דם בידוע שהיא לאחר שחיטה. למאי נפקא מינה? למקח וממכר، لأنه لا يمكن أن يصير على الأبرة קורט דם לאחר שחיטה، إذ لا يجري الدم في الميت، فليس له أن يرجع على الذي اشترى منه البهيمة. وإن وجد קורט דם فله أن يرجع عليه ويقول إنك بعت مني ميتة. ومثل ذلك הגליד פי המכה בידוע ששלשה ימים קודם שחיטה، לא הגליד המוציא מחבירו עליו הראיה. ومن العلامات في עוף טהור: מותחין לעוף חוט שלמשיחה אם חולק שתים לכאן ושתים לכאן בידוע שהוא עוף טמא، שלש לכאן ואחת לכאן בידוע שהוא עוף טהור. وقولهم כל עוף הקולט מן האויר ואוכל טמא. השוכן עם הטמאים ונדמה להם טמא כזרזיר אצל העורב. وقولهم סימן הולד בבהמה דקה טינוף، ובגסה שליה، ובאשה שפיר ושליה. ومن غريب قولهم ولفظهم في سموم بعض ذوات المخالب قولهم דרוסת חתול ונץ ונמייה בגדיים וטלאים، ודרוסת חולדה בעוף. وقولهم אין דריסה לשועל، ואין דריסה לכלב، אין דריסה אלא בצפורן לא בשן، אין דריסה אלא ביד לא ברגל، אין דריסה אלא מדעת، אין דריסה אלא מחיים. يعني أن الخالب لم يسم الحيوان إلا بمخالب اليدين وعن قصد من الحيوان لا باتفاق، ومن تنشب مخالبه في لحم البهيمة دون قصد افتراس. وأغرب من هذا قولهم מחיים يعني أنه لو اتفق أن تقطع يد المفترس ومخالبه مغروزة في لحم البهيمة لم يكن منه דריסה، وذلك أنه لم يلق سمه إلا عند الانفصال عنه وإخراج مخالبه من لحم البهيمة، ولذلك قال מחיים بعد قولهم מדעת. وقولهم נטלה הכבד ונשתייר בה כזית במקום מרה ובמקום שהיא חיה כשרה. وقولهم מגלא כשר בריאה פסול בכוליא. מים זכים ונקב כשר בכוליא פסול בריאה. وقولهم הגלודה שנשתייר בה כסלא על פני כל השדרה כשרה، وفي الמשנה مسطور من הלכות טרפות. ومن عيوب الבכורות وعيوب الכהנים مما يطول ذكره فكيف شرحه. وذكر تشريح العظام وأوجز كلام وأبين لفظ ومعنى. ومن مليح نوادرهم قالوا יצאו בני מעיה ולא נקבו כשרה. ثم قال לא שנו אלא שלא הפך בהם אבל הפך בהם טריפה שנאמר הוא עשך ויכוננך מלמד שברא הקדוש ברוך הוא כונניות באדם כיון שנהפך אחת מהם אינם יכולין לחיות. وما لهم من تفريق بين دم נדה، טהרה، وזבה، وבתולין، والدم الكائن عن قروح وبواسير وغير ذلك. وكميات أدوار الנדות، وكذلك זיבות الذكور، والغرائب التي لهم في الצרעת مما يغمض عن أذهاننا.
المقالة الخامسة
<1> قال الخزري: لا بد من التحامل عليك أن تسمعني كلاما قريبا مخلصا في الأصول والعقائد على طريقة المتكلمين الجدليين، ويحل لي سماعها كما حل لك علمها، إما لأعتقدها، وإما للرد عليها. إذ قد فاتتني تلك الدرجة العالية من خلوص الاعتقاد دون بحث. وقد تقدمت لي شكوك وظنون ومفاوضة فلاسفة وأهل ملل وأديان مختلفة، الأولى بي العلم والتحذق في رد الآراء الفاسدة من الجهل. وإنما يجمل التقليد مع طيب النفس، وأما مع خبثها فالبحث أولى، لا سيما إذا أخرج البحث إلى تحقيق ذلك التقليد، فحينئذ تجتمع للإنسان الدرجتان، أعني العلم والتقليد معا.
<2> قال الحبر: ومن لنا بنفس صبورة غير منخدعة للآراء التي تمر بها من آراء الطبيعيين والمنجمين والمطلسمين والسحراء والدهريين والمتفلسفين وغيرهم؟ فلا يصل إلى الإيمان إلا وقد جاز على مراتب كثيرة للزنادقة، والعمر قصير والصناعة طويلة إلا الأفراد يقع لهم الإيمان بالطبع وتنبو عنهم هذه الآراء كلها ويقع في نفوسهم للحين مواضع أغلوطاتهم وأرجو أنك من أولئك الأفراد، فإن كان ولا بد فلست أسلك بك طريق القرائيين الذين ارتقوا إلى العلم الإلهي دون درج، لكني الخص لك عيونا تعينك في التصور للهيولة المشتركة ثم الأستقصات ثم الطبيعة ثم النفس ثم العقل ثم العلم الإلهي ثم أعطي إقناعات في استغناء النفس الناطقة عن الجسد، ثم المعاد، ثم في القضاء والقدر بغاية الإيجاز والاختصار. فأقول إن المحسوسات إنما أدركنا كميتها وكيفيتها بحواسنا وقضى العقل بأنها محمولات في موضع، وذاك الموضع يصعب تصوره، وكيف لنا نتصور شيئا لا كمية له ولا كيفية # <.....> أعراض لا تقوم بأنفسهما، ولا بد لهما من حامل، وسمت الفلاسفة هذا الحامل هيولي، وقالت إن العقل يدركها إدراكا ناقصا لنقصانها في ذاتها، لأنها ليست موجودة بالفعل لا تستحق صفة من الصفات، وإن كانت بالقوة فالصفة جسمانية. قال أريسطوطاليس كأنها تستحي من أن تظهر عريانة، فهي لا تظهر إلا لابسة صورة. وقد ظن بعض الناس أن الמים المذكور في أول בראשית كناية عن هذه الهيولي، وأن רוח אלהים מרחפת על פני המים إنما هي إرادة الله ومشيئته النافذة في جميع أجزاء الهيولي يفعل فيها ما شاء، كيف شاء، متى شاء، كما يصنع الفخاري بالطينة التي لا صورة فيها، وكنى بعدم الصورة والنظام بחשך תהו ובהו. ثم إن الإرادة والحكمة الإلهية اقتضت إدارة الفلك الأعلى الذي يدور دوره في كل כ"ד ساعة، ويدير معه جميع الأفلاك بأن يحدث في هذه الهيولي التي هي حشو فلك القمر تغايير بحسب حركات الأفلاك. وأولها احتما الجو القريب من فلك القمر لقربه من موضع الحركة فصار نارا أثيرا وهو عند الفلاسفة النار الطبيعية لا لون لها ولا إحراق، لكنها جسم لطيف شفاف خفيف سموه فلك النار، ثم فلك الهواء، ثم فلك الماء، ثم كرة الأرض التي هي المركز، ثقلت وغلظت لبعدها عن موضع الحركة. فهذه الأربع عناصر من إمتزاجاتها تكون المتكونات.
<3> قال الخزري: وأراها عندهم حادثة بالاتفاق، كقولهم إنه اتفق لما قرب من الفلك جدا أن يكون نارا، وما بعد أن يكون أرضا، وما توسط كان بحسب القرب إلى المحيط أو إلى المركز إما هواء إما ماء.
<4> قال الحبر: بل الضرورة تضمهم إلى الإقرار بالحكمة في انفصال جوهر عن جوهر. فإنه لم ينفصل النار عن جوهر الهواء، والهواء عن الماء، والماء عن الأرض بالأقل والأكثر والأشد والأضعف كل بصورة خاصة بكل واحد منها جعلت هذا نارا وهذا هواء وهذا ماء وهذا أرضا. وإلا فللقائل أن يقول شحنت الفلك كلها أرضا بعضها أرق أرضية من بعض. وللآخر أن يقول بل كلها نارا لكن كل ما انحدر كان أغلظ نارية وأبرد. ونحن نرى التقاء عنصر بعنصر وكل واحد منها يحرز صورته وجوهريته، نرى الهواء والماء والأرض في موضع واحد تتماس ولا تتشابه حتى تستحيل بعضها إلى بعض بأسباب اخر تحيلها، فيقبل الماء صورة الهواء، والهواء صورة النار، فحينئذ يستحق الأستقس اسم صاحبه فتميز الجواهر بصورها حاشى أعراضها يدعو الفلاسفة إلى القول بأن هناك عقلا فعالا إلهيا يعطي هذه الصور كما يعطي صور النبات والحيوانات وهي كلها من الأربع عناصر. وليس تميز الدالية من النخلة بأعراض لكن بصور جعلت جوهر هذا غير جوهر هذا وإنما ينفصل بأعراض دالية من دالية ونخلة من نخلة بأن هذه مثلا سوداء وهذه بيضاء وهذا أحلى من هذه وهذه أطول وأقصر وأغلظ وأرق وغير ذلك من الأعراض. وليس في الصور الجوهرية أقل وأكثر، فليس فرس أقل فرسية من آخر ولا إنسان أكثر إنسانية من آخر. لأن حدود الفرسية والإنسانية حاصلة لجميع أشخاصهما. فالفلاسفة أقروا ضرورة بأن هذه الصور إنما يعطيها أمر إلهي يسمونه عقل واهب الصور.
<5> قال الخزري: هذا لعمرك الإيمان إذا اضطرتنا ضرورة العقل إلى الإقرار بمثل هذا. فما دعانا إلى القول بالاتفاق؟ ولم لا نقول إن الذي جعل هذا فرسا وهذا إنسانا بالحكمة التي لا ندرك نحن تفصيلها هو الذي صور النار نارا والأرض أرضا للحكمة التي رآها تعالى لا للاتفاق من قرب الفلك أو من بعده؟
<6> قال الحبر: وهذه الحجة الشريعية وبرهانها بنو إسرائيل وما قلب لهم من الأعيان وما اخترع لهم من الأكوان وإذا ارتفع هذا البرهان استوى معك مناظرك بأن الدالية مثلا إنما نبتت هناك بما اتفق أن يقع في ذلك المكان بزر العنب وصورة البزر إنما كانت من دوران الفلك نسبة ما امتزجت بها العناصر امتزاجا ما جاء منه ما تراه.
Bilinmeyen sayfa