<49> قال الخزري، لا، بحسب ما قدمته، وإنما يصير على رأي الفلاسفة رجلا فاضلا ولا يبالي بأي وجه تقرب بالتهود أو بالتنصر أو غير ذلك أو بما يخترعه لنفسه. وقد رجعنا إلى التعقل والقياس والتحكم ويصير جميع الناس مجتهدين موجودين على التشرع بما أدى إليه قياسهم وهذا محال.
<50> قال الحبر، فالشريعة الإلهية لا تتعبدنا بالتزهد لكن بالإعتدال وإعطاء كل قوة من قوى النفس والبدن نصيبها بالعدل دون إسراف لأن الإسراف في قوة واحدة تقصير عن أخرى، فمن مال مع قوة الشهوة قصر عن قوة الفكر، وبالعكس. ومن مال مع الغلبة قصر عن غيرها، فليس طول الصيام عبادة لمن كان خامل الشهوات ساقطها ضعيف البدن، بل التنعم هنا نقض وحذر. ولا التقلل من المال عبادة إذا اتفق حلالا هينا لا يشغله اكتسابه عن العلم والعمل، لا سيما لمن كان ذا عيل وبنين وأمال في نفقات ترضى الله. بل التكثر أولى به. وبالجملة فشريعتنا مقسمة بين ال وال وال ... تتقرب إلى ربك بكل واحدة منها. فليس خشوعك في أيام ال بأقرب من الله من فرحك في ... و ...إذا كان فرحك عن فكرة ونية. فكما أن ال محتاجة إلى فكرة ونية. كذلك الفرح بأمره وشريعته يحتاج إلى فكرة ونية لتفرح بنفس الشريعة محبة في مشرعها. وترى ما فضلك به وكأنك في ضيافته مدعو إلى مائدته ونعمه تشكر على ذلك إضمارا وإظهارا. وإن تخطى بك الطرب إلى حد الغناء والرقص فرحا منك بالشريعة خاصة كان ذلك الغناء والرقص عبادة وصلة بينك وبين الأمر الإلهي. وهذا الأمور أيضا لم تتركها شريعتنا مهملة بل مضبوطة، إذ ليس البشر تقسيط مصالح قوى الأنفس والأبدان وتقرير ما تجل الأرض حتى تعطل في ... و.. ويعطي منها ال.. وغير ذلك. ففرض عطلة السبت وعطلة الأعياد وعطلة الأرض والكل ... و... لأن الأمرين متقارنان لأنهما انقضيا بمجرد الإرادة الإلهية لا بإتفاق ولا بطبيعة وكما قال تعالى ... فصار التحفظ بالسبت هو بعينه الإقرار بالربوبية . لكن كأنه إقرار بنطق عملي لأن من اعتقد السبت من إن فيه كان الفراغ من .. فقد أقر بالحدث لا شك. وإن أقر بالحدث أقر بالمحدث الصانع تعالى. ومن لم يعتقده وقع في شكوك القدم ولم يصف اعتقاده لخالق العالم تعالى، فالتحفظ بفرائض السبت أقرب إلى الله من التعبد والتزهد والإنقطاع. فأنظر كيف صار الأمر الإلهي المرتبط ب.. ثم بجمهور صفوته وبالأرض المقدسة يساوق الأمة درجة درجة ويحافظ على النسل حتى لا يشذ منهم شاذ ويضعهم في أحفظ مكان وأطيبه وأخصبه وينميهم ذلك النمو المعجزي حتى ينقلهم ويغرسهم في التربة المشاكلة للصفوة فتسمى ب.. و.. كما تسمى ... و.. و.. تشبيها لهذه المواضع بالسماوات كما قيل .. ولظهر نوره في هذه كظهور نوره في السماء لكن بواسطة قوم يستحقون قبول ذلك النور فهو يفيضه عليهم ويتسمى ذلك منه ... وهي التي رسمت لنا وفرضت علينا أن نعتقدها ونسبح ونشكر عليها في ... لنتصور الإبتداء منه لا منا كما نقول في خلقه الحيوان مثلا أنه لم يخلق نفسه. لكن الله صوره واتقنه إذ رأى مادة تصلح لتلك الصورة. كذلك كان هو تعالى المبادر المبتدئ لإخراجنا من مصر لنكون له عسكرا ويكون لنا ملكا. كما قال... بل قد قال أيضا ...
<51> قال الخزري، لقد تجاوز القول ههنا تجاوزا عظيما وتسامحت الخطابة تسامحا كثيرا إن يكون الخالق يفتخر ببشر.
<52> قال الحبر، هل كنت تستسهل ذلك في خلقت الشمس.
<53> قال الخزري، نعم لعظيم آثارها لأنها بعد الله السبب في الكون وبها ومن أجلها ينتظم الليل والنهار وفصول السنة، وتتكون المعادن والنبات والحيوان، وبنورها الباهر يكون الأبصار والألوان المبصرة، فكيف لا يكون خلقها فخرا لخالقها عند الناطقين؟
<54> قال الحبر، أوليس نور البصائر ألطف وأشرف من نور الأبصار أولم يكن أهل الأرض في عمي وطغيان قبل بني إسرائيل حاشا الأفراد الذين ذكرناهم. فقوم يقولون أن لا خالق، بل لا جزء من العالم أحق بأن يكون مخلوقا من أن يكون خالقا فالكل قديم. وقوم يقولون إن الفلك هو القديم وخالق الكل فيعبدونه. وقوم يدعون بأن النار هي ذات النور والأفعال القوية العجيبة وهي التي ينبغي أن تعبد وأن النفس نار. وقوم يعبدون غير ذلك من شمس وقمر وكواكب وصور حيوانات يتعلقون بصور الفلك. وقوم يعبدون ملوكهم أو علماءهم، وكلهم يصفق أنه لا يظهر في العالم أثر وفعل خارج عن العادة والطبيعة. حتى المتفلسفون الذين لطف نظرهم وصفاء رأيهم وأقروا بسبب أول لا يشبه الأشياء وليس كمثله، أحالوا بقياسهم أن يكون له أثر في العالم لي سيما في الجزئيات، التي ينزهونه ويرفعونه عن أن يدريها فضلا عن أن يحدث فيها حدثا، حتى صفت تلك الجملة التي الستحقت حلول النور عليها وقضى المعجزات لها وخرق العادات، وظهر عيانا أن للدنيا مالكا وحافظا وضابطا، يعلم ما دق وما غل، ويجازي على الخير والشر. فصارت هداية للقلوب وكل ما جاء بعدها لم يقدر أن يشذ عن أصولها، حتى صارت اليوم المعمورة كلها مقرة بالقدم لله والحدث للعالم، وبرهانهم على ذلك بنو إسرائيل وما قضى لهم وما انقضى عليهم.
<55> قال الخزري، إن هذا لفخر عظيم، ومن البيان لسحر، وبحق قيل לעשות לו שם עולם ותעשה לך שם כהיום הזה وלתהלה ולשם ולתפארת.
<56> قال الحبر، ألم تر كيف وطأ דוד في مدح الתורה إذ قدم وصف الشمس في השמים מספרים כבוד אל. فوصف عموم نورها وصفاء جرمها وقوام طريقها وجمال مناظرها، واتبع ذلك بقوله תורת ה' תמימה وما يتبعه، كأنه يقول لا تعجبوا من هذه الأوصاف لأن الתורה أظهر وأبهر وأشهر وأرفع وأنفع، ولوا بني إسرائيل لم تكن الתורה، نعم ولم يفضلوا من أجل .. بل إنما فضل .. من أجلهم، لأن ال.. إنما كانت في الجمهور ...، واختاير .. لتوصيل الخير إليهم على يديه. فنحن لا نتسمى بأمة ..، بل أمة الله كما قيل ..، و... فليس دليل الأمر الإلهي تدقيق الألفاظ ورفع الحواجب وأخفى سواد العين والتكثير بالتحنين والتضرع والحركات والأقوال التي ليس وراءها أفعال، لكن النيات الخالصة التي دليلها أفعال من شأنها أن تشق على الإنسان، لكن يفعلها بغاية الحرص والمحبة كالقصد إلى الموضع الخاص من أي موضع كان، والحج ثلث مرات في السنة، وما يتبع ذلك من الشقاء والنفقات، وهي يمتثله بغاية الفرح والإتخاج وكإخراج ...، وال..، وترك غلات في ال وال.. ونفقات السبوت والأعياد وعطلتها، وإعطاء ال وال و و و، حاشا ال وال، وحاشا كل ما يلزمه على ...، ال، وما يلزمه من ال على الأعراض التي تطرأ عليه من النجاسات، وعلى كل ولادة تكون عنده، وكل .. وكل ..، وغير ذلك كثير. كل ذلك بأمر الله تعالى لا تعقل ولا تحكم، ولا في قدرة البشر تقدير هذا مترتبا متناسبا لا يخاف دخول الخلل منه كأنه قسط ... وقدرهم وقدر غلات أرض الشام نباتا وحيوانا وقدر .. وأمر في ال بهذه النسب علماء منه بأن هذه النسبة إذا انتظمت بقوى ... بوفرهم ولم ينقص ال شيء، ولم يصل الأمر إلى صعف ... أو .. بما جعل أيضا من انصراف الكل في سنة ال كما كان في السنة الأولى من قسمة الأرض إلى تفاصيل ودقائق تضيق الصحف عنها يرى من تدبرها أنها ليست من تدابير بشري، سبحان مدبرها، ... وبقي هذا النظام في الدولتين نحو ألف وثلث مائة عاما ولو استقام القوم لبقي...
<57> قال الخزري، إنكم اليوم في حيرة من هذه اللوازم العظيمة وأي أمة تقدر على حرز هذا النظام؟
<58> قال الحبر، الجماعة التي رقيبها ومعاقبها ومثيبها للحين في ما بينها أعني ال.. ألا ترى قول ... هذا وقد كانت جماعته من التحفظ في حد لم يوجد فيهم عاص في حرم ... أكثر من .. في جملة أكثر من ست مائة ألف، ثم كان من العقاب للوقت على جماعة ما كان، وما كان من عقوبة مريم وال...، وعقوبة ..، وعقوبة..، وعقوبة... وقد كان من معجزات ال.. أن يظهر السخط اليسير على ذنوب ما للوقت في الحيطان وفي الثياب. وإذا قوى ظهر في الأبدان على منازل من القوة والضعف. وال.. موقوفون لهذا العلم الدقيق ولتمييز ما منه إلهي فينتظر به الأسابيع كما انتظر في مريم، وما منه مزاجي متمكن وغير متمكن وهي علم غريب حث عليه تعالى ...
Bilinmeyen sayfa