69 - ويحيى وإسحاق وأحمد الذي ... به نظم التقوى كما ينظم الدرر
أبو زكريا يحيى بن معين، إمام الجرح والتعديل.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، الإسناد إلى حبيش بن مبشر قال: ((رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني عليه في دار كرامته، وزوجني ثلاثمائة حوراء، ثم قال لملائكته: انظروا إلى عبدي كيف نظر وأحسن)).
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، إمام المشرق في الفقه والحديث. قال أحمد بن حنبل: ((ما قطع الجسر مثل إسحاق)).
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن السبط بأصبهان، الإسناد إلى محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ((اجتمعت الجهمية إلى عبد الله بن الطاهر يوما #653# فقالوا له: أيها الأمير! إنك تقدم إسحاق وتكرمه وتعظمه وهو رجل كافر يزعم أن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة ويخلو منه العرش! قال: فغضب عبد الله بن طاهر وبعث إلي، فدخلت عليه فسلمت عليه فلم يرد علي السلام غضبا، ولم يستجلسني، ثم رفع رأسه وقال لي: ويلك يا إسحاق! ما يقول هؤلاء؟
قال: قلت: لا أدري. قال: تزعم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ويخلو منه العرش!
قال: فقلت: أيها الأمير! لست أنا أقوله، قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ (قال أبو بكر بن عياش: عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي #654# مسلم): أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا في كل ليلة ثم يقول: من يدعوني فأستجيب له .. .. )) الحديث ، ولكن مرهم يناظروني. فلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم سكن غضبه وقال لي: اجلس، فجلست، فقلت: مرهم يناظروني، قال: ناظروه.
قال: فقلت لهم: هل يستطيع أن ينزل إلى سماء الدنيا ولا يخلو منه العرش أو لا يستطيع؟ قال: فسكتوا وأطرقوا رؤوسهم، فقلت له: أيها الأمير! مرهم يجيبوا، فسكتوا، فقال الأمير: فأيش هذا؟
قلت: إن زعموا أنه لا يستطيع أن ينزل إلا أن يخلو منه العرش فقد زعموا أن الله عاجز مثلي ومثلك، وقد كفروا، وإن زعموا أنه يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش فهو ينزل إلى السماء #655# الدنيا كيف شاء ولا يخلو منه مكان.
قال: فقال: زه -وكانت الأمراء عندنا إذا قالوا للشيء: زه، #657# أخذ قلنسوة صاحبه فضرب وجهه حتى تحترق عليه- ثم أمرهم فأخرجوا، ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم)).
Sayfa 650