65 - ومثل ابن طهمان الإمام وبعده ... يزيد بن هارون الذي خصمه زبر
أخبرنا أبو المظفر موسى بن عمران الصوفي، الإسناد إلى عبد الله بن راشد قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان #637# في صفات الله تعالى أنه قال -جل وعز- فيما أنزل في كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم: أنه لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، لا تأخذه سنة ولا نوم، حي لا يموت، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، له ما سكن في الليل والنهار، وهو السميع العليم، يطعم ولا يطعم، يعلم ما تكن الصدور وما توسوس به الأنفس، ويعلم السر وأخفى، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار، وهو اللطيف الخبير، ليس كمثله شيء وهو العلي #638# الكبير، الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر فوق كل شيء، إنما أمره لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون، فأمر عباده وخلقه -أهل السماء منهم وأهل الأرض- أن يصدقوه فيما قال، وأن يؤمنوا به على ما وصف به نفسه، ثم أمرهم -بعد الإيمان والتصديق بما ذكر من وحدانيته وربوبيته وسلطانه وقدرته- أن يؤمنوا بملائكته وكتبه ورسله ولقائه، وجنته وناره، ووعده ووعيده، وأن يجعلوا له ما قال، وأن يبرئوه مما تبرأ منه وينفوا عنه، تعالى عما يقول المبتدعة علوا كبيرا.
وأما أبو خالد يزيد بن هارون الواسطي:
أخبرنا عبد الصمد، الإسناد إلى ابن عرعرة قال: #639# حدثني يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت [أن] القرآن مخلوق! فقال بعض جلسائه: ومن يزيد حتى يكون يتقى!؟ قال: فقال: ويحك! إني لأتقيه لا أن له سلطانا أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة.
أخبرنا يحيى بن ميمون إجازة الإسناد إلى الحسن بن عرفة العبدي قال: رحلت إلى واسط إلى يزيد بن هارون ونظرائه، فرأيته من أحسن الناس وجها وعينين، ودخلت البصرة ورجعت فرأيته بعين واحدة، ثم رأيته وقد ذهبت عيناه #640# فقلت: يا أبا خالد! ما فعلت العينان الحسنتان؟ قال: ذهب بهما التهجد وبكاء الأسحار.
Sayfa 636