36 - وأثبته بالقول والعمل الذي ... هما سببان للنجاة من الغرر
أخبرنا أبو محمد عبد الله الخطيب، #564# الإسناد إلى أبي جمرة قال: ((كنت أقعد مع ابن عباس، وكان يجلسني معه على سريره، فقالت لي امرأة: سله عن نبيذ الجر. قال: وكانت علي يمين أن لا أسأله عن نبيذ الجر، فسألوه عن ذلك فنهاهم، فقلت: يا أبا عباس! إني أنتبذ في جرة لي خضراء فأشرب نبيذا حلوا يتقرقر منه بطني. قال: لا تشربه وإن كان أحلى من العسل. قال: فقلت: إن وفد عبد قيس يشربون نبيذا شديدا.
قال: اكسره بالماء إذا خشيت شدته، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من القوم؟ -أو من الوفد؟ -))، قالوا: ربيعة، قال: ((من كبار القوم غير خزايا ولا ندامى)). قالوا: يا رسول الله! إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة. قال: وسألوه عن الأشربة، فأمرهم بأربعة، ونهاهم عن أربعة، أمرهم بالإيمان بالله وحده. قال: ((تدرون ما الإيمان بالله وحده؟)). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، وأن تعطوا من المغنم الخمس)). ونهاهم عن أربعة: عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت.
وقال: ((احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم)).
أخرجه البخاري، ورواه أبو داود في ((سننه)).
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد، الإسناد إلى سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإيمان أفضل؟ قال: ((إيمان بالله تعالى))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((ثم الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).
آخر الجزء الثالث وأول الجزء الرابع، والحمد لله.
Sayfa 561