وقهقه حسن حمودة عاليا. اعتدها نكتة فروح بالضحك عن حقده المشتعل. روح بالضحك عن أحلامه الدموية المكبوتة. وكانت نهاد تمل حديث السياسة بسرعة، فسألته بنبرة مرحة: لم لا تعلن عن رغبتك في الزواج في إحدى المجلات.
فضحك حسن، وضحك صفوت، ثم قال تأييدا للفكرة: أقترح الإعلان الآتي:
ح. ح. محام ناجح، غني، من أصل أرستقراطي، في الأربعين من عمره، أمريكي الهوى، إسرائيلي الرؤية، يرغب في الزواج من فتاة في العشرين، مثقفة عصرية، جميلة.
فواصل حسن ضحكة، وقال: سيجيئني الرد من وزير الداخلية!
32
أمضى مرزوق وفتنة شهر العسل في أسوان، ولما رجعا إلى القاهرة أقاما في شقة بشارع فني، وتأهبا لمواجهة الغيب. وكان مرزوق قد استرد كثيرا من الثقة المفقودة، وتألقت في خياله أحلام غير شاحبة. ودعيت فتنة للقيام ببطولة فيلم، فاقترحت أن يلعب مرزوق الدور الأول أمامها، ولكن اقتراحها رفض بأسلوب اعتدته غير مقبول، فرفضت الفيلم بصلف. وتكرر ذلك مرة أخرى في نفس الأسبوع! عند ذاك رأى مرزوق أن الأمر يستحق المناقشة. تزعزعت ثقته، وتبخرت أحلامه، فأقبل على المناقشة بقلب جاف وتصميم يائس. قال لها: لا يجوز أن ترفضي فيلما بعد الآن، وإلا ...
فقاطعته: إنني مؤمنة بأنك، ستكون عنصر نجاح. - المهم أن يؤمن الآخرون، فاقترحي إذا شئت، ولكن لا ترفضي!
وشعر بأن النجاح الذي أحرزه إنما يخص شخصا آخر، لا علاقة له به. وبحسرة قال لها: يحسن بي أن أفكر جديا في وظيفتي التي لم أشغلها.
فقالت بارتياع: تعمل ست ساعات بسبعة عشر جنيها! - علي أن أتوافق مع الواقع مهما يكن مرا!
ورفض من بادئ الأمر أي مغامرة سخيفة أو تفكير جنوني. قال: واضح أنني لم أعد صالحا للبطولة.
Bilinmeyen sayfa